الدرس الثاني

قد علمت أن علم مصطلح الحديث هو قواعد نعرف بها حال السند والمتن من حيث القبول والرد، وأن فائدته هي: معرفة المقبول والمردود من الأحاديث، والآن لا بد أن نعرف ما هو المقصود بالحديث.
--------------

الحديث هو: ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان قولا أو فعلا أو تقريرا أو صفة.
والخبر : ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم وعن غيره من أصحابه، أو التابعين أو تابع التابعين أو مَن دونهم.
والأثر ما جاء عن غير النبي صلى الله عليه وسلم ، كالصحابة والتابعين أو مَن دونهم.

خذ أمثلة على ذلك:

مثال الحديث القولي: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ.

ومثال الحديث الفعلي : كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته بدأ بالسواك.

ومثال الحديث التقريري: قوله صلى الله عليه وسلّم للجارية: " أين الله؟ قالت: في السماء، قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ". فأقرّها على ذلك.

والمقصود بالتقرير هو: أن يفعل أحد فعلا ويعلم به الرسول صلى الله عليه وسلم فلا ينهه عنه ، فيدل على أنه جائز لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقر أحدا على باطل.

ومثال الحديث الوصفي الذي حوى صفة من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم .
ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ )
وعن الْبَرَاءَ رضي الله عنه قال: ( كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُمْ خَلْقًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الذَّاهِبِ وَلَا بِالْقَصِيرِ ) رواه البخاري ومسلم. الذاهب: أي المفرط بالطول.

الأسئلة:
1- ما المقصود بالحديث؟
2- مثل بمثال من عندك للحديث الفعلي ؟
3- عن عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: " لَوْ كَانَ اَلدِّينُ بِالرَّأْيِ لَكَانَ أَسْفَلُ اَلْخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلَاهُ.."من أي الأنواع الثلاثة هذا؟