الدرس السادس

..... الدرس السادس .....

قد علمت تعريف الحديث المرفوع و الموقوف والمقطوع، وأنّ المرفوع ما نُسب للرسول صلى الله عليه وسلم والموقوف ماكان من اقوال الصحابة رضوان الله عليهم، والمقطوع : ما كان من أقوال التابعين وأفعالهم وأيضا ما نسب لمن بعدهم كتابع التابعين .

------------
بعد ان تعلمت هذه الإصطلاحات الثلاث التي وضعها علماء الحديث باعتبار نسبة القول إلى قائله بقي أن تعلم – وفقك الله – أن هناك من الأحاديث ما هو منسوبٌ لله عزوجل ! أي: أنها من كلامه سبحانه وتعالى.

هذا النوع من الأحاديث يُعرف عند المحدثين بـالحديث القُدُسيّ .

وسبب تسميته بهذا الإسم لأنه منسوب إلى ذات الله القدسية، وكما تعلم فإنّ من أسمائه الحسنى: القدوس، و " القُدُس " معناه: الطُّهْر والنزاهة، بمعنى أنّ الله جل وعلا منزه عن كل نقص وعيب.


و يسمى أيضاً : الحديث الرباني و الحديث الإلهي.


وباختصار : هو ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى .


مثال ذلك مارواه الامام مسلم في صحيحه برقم : (5665) قال:

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ قَالُوا : حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عُمَارَةَ عَنْ أَبِى زُرْعَةَ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ أَبِى هُرَيْرَةَ فِى دَارِ مَرْوَانَ فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ فَقَالَ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " وَمَنْ أظْلَمُ مِمَّن ذَهَبَ يَخلُقُ خَلْقَاً كَخَلْقِي، فَليَخْلُقُوا حَبَّةً أو ليَخْلُقُوا ذَرَّةً أو ليَخلُقُوا شَعِيْرَةً "

وها قد انتهى السند الى الله جل وعلا كما رأيت فلم يقف السند عند التابعي ولا الصحابي ولا حتى الرسول بل رفعه الرسول الى ربه جل وعلا.

وهناك صيغتان من صيغ الرواية يستخدمها علماء الحديث أيضا وذلك عند روايتهم للحديث القدسي وهما:

1 - قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل.
2 - قال الله تعالى، فيما رواه عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم .

أما والان وقد علمنا الحديث القدسي وأنه منسوب لله تبارك وتعالى قد يخطر ببالك سؤالاً وهو : من جهة أنّ القرآن كلام الله والحديث القدسي أيضا كلام الله فما الفرق بينهما ؟


القرآن لفظه ومعناه من الله ، ومتعبد بتلاوته بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، ومعجز بأقصر سورة منه ، قد ثبت بالتواتر أي وصل الينا بنقل عدد كثير من الصحابة يرويه عنهم عدد كثير من التابعين وهكذا الى أن وصل الينا ، فكله مقطوع بصحته ، ويحرم على الجنب قراءته ، ويحرم مسه بدون طهارة، ولا يجوز روايته بالمعنى كأن نقول عند نقل آيةٍ لانحفظها قال الله فيما معناه كما يقال في الأحاديث .

وأما الحديث القدسي لفظه ومعناه من الله أيضا، ولكنه ليس متعبداً بتلاوته كالقران بكل حرف حسنة، وليس معجزاً ، ومنه الصحيح والضعيف والمكذوب وما لا أصل له ، ولا يحرم على المحدث قراءته ولا مسه ، وتجوز روايته بالمعنى .


للفائدة: من الكتب المؤلفة في الأحاديث القدسية :

* الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية ، للمناوي ، جمع فيه 272 حديثاً .
* الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية ، لمحمد المدني ، جمع فيه 863 حديثاً .
* جامع الأحاديث القدسية، لعصام الدين الصابطي


نبذة عن الكتاب: مجموعة أحاديث قدسيـة جمعها الشيخ في ثلاث مجلدات وذكر الحديث الصحيح من الضعيف والمكذوب وبعض الأحاديث توقف فيهـا.

------------

الأسئلة:
1 – ما الفرق بين الحديث القدسي والحديث المرفوع؟
2 – هل كل الأحاديث القدسية صحيحة؟
3 – اذكر بعض الفروق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم.