الدرس التاسع

..... الدرس التاسع .....

قد علمت أن الحديث باعتبار وصوله الينا ينقسم الى قسمين : متواتر وآحاد، فالحديث المتواتر هو مارواه عدد كثر عن عدد كثير يستحيل في العادة تواطؤهم على الكذب و يُسندوه إلى شيءٍ محسوس، وأما الآحاد فهو: "ما لم يجمع شروط المتواتر" وانقسم إلى ثلاثة أقسام: الغريب والعزيز والمشهور

---------
تكلمنا في الدرس السابق عن اول اقسام الآحاد ألا وهو : الحديث الغريب الذي تفرد بروايته راوٍ واحد
والغريب بدوره أيضا انقسم إلى غريب مطلق وغريب نسبيّ فالغريب المطلق هو أن يكون التفرد في أصل السند (طبقة الصحابة) وأما الغريب النِسبِيّ هو أن يكون التفرد في أثناء السند (في طبقة غير طبقة الصحابة)


الحديث العزيز:
هو الحديث الذي لا يقل عدد رواته في جميع طبقات السند عن إثنين, أي أنّك اذا فتّشت في جميع الطبقات فلن تجد طبقة فيها أقل من راويان، ففي طبقة الصحابة مثلاً ستجد راويان يرويان ذلك الحديث و قد اشتركا في الرواية فلا يوجد في طبقة من طبقات السند أقل من أثنين .. فأما إن وجد في بعض طبقاته ثلاثة أو أربعة أو أكثر فهو حديث عزيز بشرط أن تبقى ولو طبقة واحدة فيها أثنين لأن العبرة لأقل طبقة من طبقات السند وكذلك الحال في الحديث الغريب الذي مر معنا وفي الحديث المشهور الذي سيأتي معنا ان شاء الله.

مثاله : ما رواه الشيخان من حديث أنس ، والبخاري من حديث أبي هريرة أن رسول صلي الله عليه وسلم قال : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين"

نموذج توضيحي للحديث العزيز:

الرســــــــول
في طبقة الصحابة : راويان (2)
في طبقة التابعين:راويان (2)
في طبقة تابع التابعين: أربعة (4)
في طبقة تبع الأتباع: ستة (6)
المصنّـــف.

مثال آخر:

الرســــــــول
في طبقة الصحابة : ثلاثة رواة (3)
في طبقة التابعين: راويان (2)
في طبقة تابع التابعين: أربعة رواة (4)
في طبقة تبع الأتباع: سبعة رواة (7)
المصنّـــف

وأما الحديث المشهور:
هو مارواه ثلاثة فأكثر فى كل طبقة مالم يبلغ حد التواتر ومن العلماء من يسميه بـ (( المستفيض))

للفائدة
ما درجة الحديث الغريب والعزيز والمشهور؟
كل هذه الأحاديث لا يحكم عليها بكونها صحيحة أو غير صحيحة بل منها ما هو صحيح ومنه ما هو ضعيف ومنها ما هو موضوع وإن كان الحديث المشهور أقرب للصحة من الحديث الغريب والعزيز, وذلك لكثرة رواته كلما كثُرَ المخبرون ازداد الحديث أو الخبر قوة، فإنه لو أخبرك ثقة بخبر، ثم جاء ثقة آخر فأخبرك بنفس الخبر، ثم جاءك ثالث، فأخبروك بالخبر، لكان هذا الخبر يزداد قوة بازدياد المخبر به.وعلى هذا إن صح الحديث المشهور فتكون له ميزة ترجيحه على العزيز والغريب وذلك عند التعارض نقدم الحديث الصحيح المشهور على الحديث الصحيح العزيز وكذلك الغريب.

------------

الأسئلة:
1 – ما الفرق بين الحديث الغريب وبين الحديث العزيز؟
2 – ما هو الحديث المشهور؟
3 – بماذا نحكم على حديث رواه ثلاثة من الصحابة ثم رواه عنهم جمع غفير من التابعين وراوه عن التابعين خلقٌ كثير من تابع التابعين هل هو متواتر؟