منتدى محبي الألباني لعلوم السنة
حياك الله أيها الزائر الكريم

ثبتنا الله وإياك على اتباع السنة ونبذ البدع

إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث.. منها.. علم ينتفع به

فساهم معنا في نشره مـــــــــــأجورا
منتدى محبي الألباني لعلوم السنة
حياك الله أيها الزائر الكريم

ثبتنا الله وإياك على اتباع السنة ونبذ البدع

إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث.. منها.. علم ينتفع به

فساهم معنا في نشره مـــــــــــأجورا
منتدى محبي الألباني لعلوم السنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى محبي الألباني لعلوم السنة

الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
₪۩۞… من حفظ الأصــول ضمن الوصــول...§۞۩₪» ... ومن حفظ المتـــون حــاز الفنــون ... «₪۩۞§… ومن بدا بالحواشي ما حوى شيء ...۞۩₪
(¯`•._.•(..محمد بن صالح العثيمين: الألباني رجل من أهل السنة مدافع عنها، إمام في الحديث، لانعلم أن أحدا يباريه في عصرنا..)•._.•°¯)
`•.¸¸.•¯`••._.• (عبد العزيز بن باز: (ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل محمد ناصر الدين الألباني ) `•.¸¸.•¯`••._.•

 

 الأربعون العلمية صور الإعجاز العلمي في السنة النبوية (من حديث 1 الى 20)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبوعبدالله
خادم السنة
أبوعبدالله


عدد المساهمات : 245
نقاط : 731
تاريخ التسجيل : 20/05/2011
العمر : 38

الأربعون العلمية  صور الإعجاز العلمي في السنة النبوية  (من حديث 1 الى 20) Empty
مُساهمةموضوع: الأربعون العلمية صور الإعجاز العلمي في السنة النبوية (من حديث 1 الى 20)   الأربعون العلمية  صور الإعجاز العلمي في السنة النبوية  (من حديث 1 الى 20) Icon_minitimeالأربعاء 01 يونيو 2011, 00:40

الأربعون العلمية
صور الإعجاز العلمي في السنة النبوية
تأليف عبدالحميد محمود طهماز
المقـــدمة
حقق الناس في العصر الحاضر تقدماً كبيراً في مجالات العلوم التجريبية، وظهرت مع هذا التقدم العلمي الكبير مؤيدات جديدة تدل على صدق نبوة سيدنا محمد r وصحة رسالته، وأنه كما وصفه الله تعالى: ﴿وما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحي يوحى﴾ [النجم:3-4].فقد كشفت العلوم التجريبية والوقائع العلمية الحديثة كثيراً من الحقائق العلمية في سنته عليه الصلاة والسلام ما كان أحد يعلمها في عصره، وقد قمت في هذا الكتاب بجمع أربعين حديثاً منها مبيناً ما فيها من حقائق علمية وواقعية، راجياً المولى العظيم أن يجعلني ممن ينسحب عليهم قول النبي rفي الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنه أنه rقال: "من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من السنة كانت له شفيعاً وشهيداً يوم القيامة" ، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي rقال: "من حفظ على أمتي أربعين حديثاً أدخلتُه يوم القيامة في شفاعتي" ، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من حفظ على أمتي أربعين حديثاً ينتفعون بها بعثه الله عز وجل يوم القيامة فقيهاً عالماً" .
أسأل الله تعالى أن ينفعني به والمسلمين وrتسليماً كثيراً.
عبدالحميد محمود طهماز في مكة المكرمة 20/7/1416هـ 1/12/1996م
الحديث الأول
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي rقال: "لا تقوم الساعةُ حتى يكثر المال ويفيض، حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً".صحيح مسلم في الزكاة 157
في قول النبي r: "وحتى تعود أرض العرب مروجا ًوأنهاراً" حقيقتان علميتان تتعلقان بأرض العرب:
إحداهما أن أرض العرب كانت أرضاً خصبة، وهي حقيقة أكدها القرآن الكريم فيما ذكره تعالى من قول نبي الله هود عليه السلام وهو يدعو قومه عاد الذين كانوا يسكنون في الجنوب من أرض العرب، قال تعالى: ﴿فاتقوا الله وأطيعون* واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون* أمدكم بأنعامٍ وبنين* وجناتٍ وعيون* إني أخافُ عليكم عذابَ يومٍ عظيم﴾ [الشعراء:131-135].كما أكدتها الدراسات العلمية المعاصرة فقد نشرت مجلة: أهلاً وسهلاً، في عددها الصادر في شهر يناير عام 1988م مقولة تحت عنوان: ﴿الآثار في المملكة تكشف غموض عشرة آلاف سنة﴾ ، جاء فيها: "وهناك من الدلائل ما يثبت أن صحارى الجزيرة العربية كانت في أوقات سابقة أكثر ملاءمة للمعيشة مما أصبحت عليه بعد ذلك، وحتى وقت متأخر نسبياً، أي إلى حوالي عشرة آلاف عام خلت كان الربع الخالي الذي يعد من أشد صحارى العالم جفافاً يذخر بالعديد من فصائل الحيوانات، مثل الغزال وبقر الوحش والأسد وفرس الماء وغيرها مما يتواجد أمثالها في أراضي أفريقية.والحقيقة الثانية في الحديث الشريف أن أرض العرب ستعود أرضاً خصبة ذات مروج وأنهار كما كانت قبل عشرة آلاف عام، وقد عادت فعلاً وانتشرت فيها المزارع الكبيرة وأنشئت فيها السدود الكثيرة وامتدت منها أقنية الماء كالأنهار، وقد قدر لي أن أسافر براً في الطريق الممتد على أطراف الربع الخالي من الرياض إلى نجران فرأيت المزارع على أطراف الطريق تمتد امتداد البصر، ومن المعلوم أن منطقة القصيم في وسط المملكة السعودية أصبحت تعد من أغنى المناطق الزراعية وكأنه r رآها بعينه فوصفها بقوله: "وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً".
الحديث الثاني
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله rعام غزوة تبوك، فكان يجمع الصلاة، فصلى الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً، حتى إذا كان يوماً أخر الصلاة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً، ثم أدخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعاً ثم قال: "إنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي" فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان، والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء ، قال: فسألهما رسول الله r: هل مسستما من مائها شيئاً؟ قالا: نعم، فسبهما النبي rوقال لهما ما شاء الله أن يقول. قال: ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع في شيء، قال: وغسل رسول الله rفيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها، فجرت العين بماء غزير منهمر، أو قال غزير، حتى استقى الناس، ثم قال: "يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد ملئ جناناً".
صحيح مسلم في كتاب الفضائل2282
وقد أثبت الواقع الحديث للنهضة الزراعية الحديثة لمدينة تبوك وما حولها صدق ما أخبر عنه النبي r، فقد ملئت جناناً وبساتين وكأنها بكثافة أشجارها وشدة خضرتها تشبه بساتين بلاد الشام ومزارعها، وقد انتشر إنتاجها من الفاكهة والخضروات في أسواق المملكة العربية السعودية وفي خارجها.
الحديث الثالث
عن المقدام بن معدِ يكرب قال: سمعت رسول الله rيقول: "ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه، بحسبِ ابن آدمَ لقيمات يقمن صُلبه، فإن كان لا محالة فاعلاً، فثلثٌ لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسِه".
أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم
وتضمن الحديث الشريف عدداً من الحقائق العلمية: منها بيان الأضرار المترتبة عن الإفراط في تناول الطعام.ومنها بيان تأثير امتلاء المعدة بالطعام على عملية التنفس، فقد يصاب الإنسان بعسر في النفس إذا ملأ معدته بالطعام.
ومنها فائدة شرب الماء مع الطعام، ففي كتاب (السنة المطهرة والتحديات) ذكر مؤلفه أن زميلاً له من كبار أساتذة كلية الطب في جامعة دمشق قال له: كيف نقبل كلام هؤلاء الأجانب ولا نقبل كلام النبي r؟! ثم ذكر له قصة من واقع حياته العلمية فيها عبرة لمن عقل وتدبر فقال:
قد كنت أول ما عينت مدرساً في كلية الطب أقرر فائدة شرب الماء مع الطعام أخذاً بالحديث الصحيح "فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" وقد لاحظت فائدة ذلك على نفسي وعلى مرضاي الذين أصبح عددهم يزيد الآن على نصف مليون. وكان الطلبة آن ذاك يعارضونني لأنهم يجدون في الكتب التي بين أيديهم والمأخوذة عن الأجانب ضد ذلك، وكنت أصر على رأيي وأخالف تلك الكتب.وأخيراً منذ سنين جاء علم الطب نفسه يقرر ما ذكره الحديث الشريف، ويوصي بشرب الماء مع الطعام، لأنه تبين للأطباء أن شرب الماء مع الطعام يفيد في زيادة إفراز العصارات كلها في المعدة والكبد والأمعاء، ويساعد مهمة جهاز الهضم بتليين الطعام وصياغته كعجينة تنفذ فيها العصارات الهاضمة، ويمنع القبض، وكنت أوصي المصابين بالقبض (الإمساك الزمن) بكثرة شرب الماء مع الطعام .والرسول العظيم حين يخصص الثلث الآخر للنفس لم يشأ أن يتعرض لحقائق علمية لم تعرف إلا في القرن العشرين حين درس بافلوف العصارة المعدية عند الكلب حين فتح معدته وتابع كيف يهضم الطعام وتفرز العصارات، ولم يصرح الرسول الكريم عما يجري في المعدة إلا أنه اكتفى بذكر الثلث الثالث للنفس، حيث أن الطعام بحاجة إلى هضم، والهضم لا يتم بدون مفرزات المعدة، فإذا امتلأت المعدة بالطعام فأين تجد العصارات الهاضمة مكاناً لها؟وهناك سر آخر في هذا الحديث، فقد ابتكر العلماء في الولايات المتحدة طريقة جديدة لإنقاص الوزن وذلك بإدخال بالون إلى المعدة وينفخ بشكل يملأ ثلث المعدة ويبقى ثلثا المعدة الآخران فارغان للطعام، وقد وجد الباحثون أنها طريقة فعالة في إنقاص الوزن. أليس هذا ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام .
الحديث الرابع
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن ناساً من عُرينة قدموا على رسول الله rالمدينة، فاجتووها، فقال لهم رسول الله r:"إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها، ففعلوا فصحوا، ثم مالوا على الرعاة فقتلوهم وارتدوا عن الإسلام وساقوا ذود رسول الله r، فبلغ ذلك النبي rفبعث في إثرهم فأتى بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم، وتركهم في الحرة حتى ماتوا".
رواه البخاري ومسلم واللفظ له
شرح ألفاظ الحديث:
اجتووها: أي كرهوا المقام فيها لمرض أصابهم، مشتق من الجوى وهو داء في الجوف. وفي رواية: فعظمت بطونهم، أي انتفخت، واصفرت ألوانهم. ذود رسول الله r: أي إبله.
سَمَلَ أعينهم: أي فقأها.وعن أنس قال:إنما سمل النبي rأعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرعاة.كما في رواية لمسلم.
الحرة: أرض ذات حجارة سود معروفة بالمدينة.واحتج بهذا الحديث من قال بطهارة أبوال الإبل وهو قول مالك وأحمد وطائفة من السلف، ويبدو أن النبي rأذن لهم بذلك لأنهم كانوا قد ألفوه في حياتهم واعتادت عليه أجسامهم، فحالهم في هذا كحال المدمن على تناول المخدرات يعالج بإعطائه منها جرعات تُقَلل بالتدريج حتى يشفى منها، فالحديث محمول على حال الضرورة كالميتة للمضطر.وقد وفق الله تعالى بعض أساتذة جامعة دمشق وأفاد من هذا الطب النبوي في علاج طفل له صغير أصيب باستسقاء في رأسه، وتضخم رأس الطفل جداً وأعيا الأطباء علاجه، فتذكر الوالد العالم المؤمن قصة العرنيين، فصار يذهب إلى مناطق نائية يأتي منها بلبن النوق، وكانت النتيجة جيدة بل مدهشة منذ أول قطرة رضعها الطفل.. علماً بأن تعليل نفع لبن الناقة وبولها للاستسقاء واضح وميسر علمياً، لأن لبن الناقة يحتوي على كمية كبيرة من الكالسيوم مركزة كما ذكر الدكتور محمود الجزيري، يضاف لذلك ما ذكره الأنطاكي في "تذكرته" وهي مرجع هام في الطب العربي فقد ذكر أن الإبل ترعى النباتات الصحراوية كالشيح والقيصوم وفيها مواد نافعة لفتح السدد، وهذا التوسيع أو الفتح للأوعية يساعد على تصريف السوائل المتجمعة في حالة الإستسقاء .
الحديث الخامس
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: "لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غازٍ في سبيل الله، فإن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً".
أخرجه أبو داود في سننه
وضعف بعضهم إسناده، واحتجوا بقوله تعالى: ﴿أُحِل لكم صيد البحر وطعامُه متاعاً لكم وللسيارة وحُرم عليكم صيدُ البرِ ما دمتم حُرُماً واتقوا الله الذي إليه تحشرون﴾ [المائدة:96].وهو مع ضعفه صحيح في معناه، فقد أثبت العلم الحديث صحة ما أخبر عنه النبي r، فقد أثبتت أجهزة التصوير العلمية لأعماق البحار أن تحت قيعان البحر العميق ناراً ملتهبة، فقد نشرت مجلة أخبار العالم الإسلامي في عددها 1064 الصادر في 19رجب1408هـ مقولة للدكتور علي محمد نصر ذكر فيها أن تحت قيعان البحر العميق ناراً ملتهبة.وما أثبته التصوير العلمي لأعماق البحار عرض في برنامج العلم والإيمان في التلفاز السعودي.
الحديث السادس
عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع النبي rولا نرى إلا الحج، حتى إذا كنا بسرف أو قريباً منها حُضتُ، فدخل علي النبي rوأنا أبكي، فقال: أنفست؟ يعني الحيضة، قلت: نعم، قال: "إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم، فاقضِ ما يقضي الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي" قالت: وضحى رسول الله عن نسائه بالبقر.
صحيح مسلم في الحج رقم1211
وقوله r"إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم" قول معجز لأنه قرر حقيقة تخالف ما كان شائعاً في بني إسرائيل أنه أول ما أرسل عليهم، قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: قوله rفي الحيض "هذا شيء كتبه الله على بنات آدم"هذا تسلية لها وتخفيف لهمها،ومعناه أنك لست مختصة به بل كل بنات آدم يكون منهن هذا، كما يكون منهن ومن الرجال البول والغائط وغيرهما،واستدل البخاري في صحيحه في كتاب الحيض بعموم هذا الحديث على أن الحيض في جميع بنات آدم،وأنكر به على من قال:إن الحيض أول ما أرسل ووقع في بني إسرائيل
ومن الثابت أن للحيض صلة عضوية بجهاز الحمل في جسم المرأة، وأن الله جلت حكمته جعله من أسباب الحمل ووصول الغذاء إلى الجنين مدة الحمل، فالأطباء المختصون يقولون: الدورة الشهرية التي تعتري المرأة من البلوغ حتى اليأس ما هي إلا استعداد متكرر للحمل، فالرحم يحضر نفسه كل شهر مرة لاستقبال الحمل، فإن لم يحصل الحمل تخلص من آثار استعداداته تلك وحاض وبدأت الدورة التالية، واليوم الأول من الحيض هو اليوم الأول من الدورة الطمثية، ولكن اليوم الأخير من الحيض هو اليوم الذي تنتهي فيه تماماً آثار الدورة الطمثية السابقة.
فالحيض في الواقع مرحلة تراكب بين الدورتين المتتابعتين.. فلو أن النطفة المؤنثة التي انطلقت من المبيض قبل عدة أيام وجدت نطفاً مذكرة في انتظارها في البوق فالتحمت بإحداها وشكلت النطفة الأمشاج، فإن هذه ما تلبث أن تسير عبر البوق إلى الرحم فتجد كمية كبيرة من الغذاء في المخاط المذكور، وتجد غشاء باطن الرحم سميكاً غنياً بالتغذية، فتحفر لنفسها نفقاً فيه تسكنه ويغلق عليها، وهي تنعم بكل ما تحتاجه من غذاء وأكسجين، فتنمو وتتطور.أما إذا لم يحصل الإلقاح فإن النطفة المؤنثة لا تلبث أن تموت بعد 8-12 ساعة بعد انقذافها، وبعد ذلك ينعدم الأمل بحصول الحمل في هذه الدورة فيبدأ الرحم بالتخلص من بطانته التي حضرها لذلك، فيخف احتقانها وتنكمش وتخف سماكتها، مما يؤدي إلى انغلاق شرايينها الحلزونية الشكل التي تأتيها بالدم عبر شرايين الرحم، فإذا انغلقت هذه الشرايين ماتت بطانة الرحم لانقطاع الدم عنها، وتنحرت ثم انطرحت عبر عنق الرحم، وهذا هو الحيض .فالحيض إذن جزء من بنية المرأة العضوية كما قرر النبي rبقوله في حديثه المعجز" إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم".
الحديث السابع
عن عائشه رضي الله عنها قالت:جاءت فاطمة ابنة أبي حبيش إلى النبي rفقالت:يا رسول الله إني امرأة أُستحاض فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟فقال رسول الله r:"لا، إنما ذلك عرق وليس بحيض،فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة،وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي"،وزاد في رواية:ثم توضئي لكل صلاةحتى يجيء ذلك الوقت".
صحيح البخاري في الوضوء
ودل الحديث الشريف أن دم الحيض لا يأتي مباشرة من العروق الدموية، بل هو كما يقول الأطباء المختصون: نسيج محتقن منتخر كما مر معنا في الحديث السابق، فحين تنمو بطانة الرحم تنمو معها شرايين وتتحلزن، ولا أحد يعرف كيف يحصل هذا التحلزن العجيب، فإذا انكمشت بطانة الرحم في آخر الدورة لانحسار الهرمونات فإن سماكتها تقل فتضغط على شرايينها الحلزونية، وهذا يؤدي إلى انضغاط التحلزنات على بعضها البعض وانقطاع الدم، ويؤدي بدوره إلى تنحر البطانة وانطراحها على شكل دم الحيض، بخلاف دم الاستحاضة الذي هو نزف غير طبيعي يأتي مباشرة من العروق .ولا شك أن كل دم يخرج من عرق، ولم يبين الحديث الشريف مكان هذا العرق، هل هو في داخل الرحم أم في خارج الرحم؟ والفقهاء يقولون: إن مصدر دم الاستحاضة ليس من الرحم بل من عرق خارج الرحم يسمى العازل. لكن الطب الحديث يقول: إن دم الإستحاضة مصدره الرحم أيضاً كالحيض والنفاس، فهو بهذا يخالف الفقهاء، فقد ترك الحديث ذلك للعلم، والمصير إلى الحقيقة العلمية هو الأولى ما دام الحديث الشريف لم يصرح بذلك .
الحديث الثامن
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي rسئل عن العزل فقال: "ما من كل الماء يكون الولد، وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء".
صحيح مسلم في النكاح 1438
وهذا الحديث –كما يقول المختصون من الأطباء- إعجاز كامل، فلم يكن أحد يعي أن جزءاً يسيراً من المني هو الذي يخلق منه الولد، فلم يكن أحد يتصور أن في القذفة الواحدة من المني ما بين مائة إلى ثمانمائة مليون حيوان منوي، وأن حيواناً منوياً واحداً فقط هو الذي يقوم بتلقيح البويضة.
فالحديث صريح بأنه ليس من كل الماء يكون الولد، وإنما من جزء يسير منه، وأنى لمن عاش قبل أربعة عشر قرناً أن يعلم هذه الحقيقة التي لم تعرف إلا في القرن العشرين إذا لم يكن علمه قد جاء من لدن العليم الخبير .وقوله rفي الحديث :"وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء" إعجاز كامل أيضاً لا يتصوره إلا من درس وسائل منع الحمل ونسبة النجاح فيها، فرغم هذه الموانع الكثيرة يحصل الحمل أحياناً إذا قدر الله ذلك.يقول أحد المختصين في أمراض النساء: جاءتني إحدى المريضات وأخبرتني أنها أجرت عملية تعقيم بقطع قناتي الرحم وربطهما في لندن، ثم لم تلبث بعد بضعة أشهر إلا وهي حامل، وذلك مقرر في الكتب والمجلات الطبية،فإن نسبة فشل هذه العملية 55% إذا كانت عن طريق المهبل، ولكنها تهبط إلى 1% فقط إذا أجريت العملية عن طريق فتح البطن وبواسطة جراح ماهر، وسجل كثير من الباحثين نسبة فشل تصل 37% مع جراحين مهرة، بل لقد سجلت حوادث حمل بعد عملية استئصال للرحم. وعليه فإن الحديث النبوي الشريف إعجاز كامل في تقرير هذه الحقيقة العلمية .
الحديث التاسع
عن عبدالله قال حدثنا رسول الله rوهو الصادق المصدوق قال: "إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يُرسل المَلك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد. فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها".رواه الشيخان البخاري ومسلم واللفظ له في كتاب القدر 2643
فقوله: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه"، يدل على أن هناك عملية جمع للخلق، والخلق نصفان: نصف تحمله النطفة المؤنثة، ونصف تحمله النطفة المذكرة على صبغياتهما (كروموسوماتهما) ، وتبدأ عملية الجمع حين تبدأ النطفتان التحرك باتجاه بعضهما البعض، وما يجري في خصية الرجل خارج عن نص الحديث، أما ما يجري في بطن المرأة فداخل في الحساب، إذ نبدأ حساب الأربعينيات اعتباراً من أول الدورة الشهرية، أي من أول يوم من آخر طمث –حيض- رأته المرأة، لأنه اليوم الذي يبدأ فيه تشكل الجريب حول البييضة، أو بكلمة أخرى: هو اليوم الذي يبدأ فيه التطور الذي سيؤدي إلى الإلقاح، وهو ما ينطبق عليه نص الحديث حرفياً: بدء عملية جمع الخلق في بطن الأم، وهو الحساب المعتمد في علم التوليد في كل كتب التوليد على الإطلاق، وهو منتشر في كل بطاقات الحوامل وفي كل المستشفيات في مختلف أرجاء العالم، فاليوم الأول من آخر طمث هو الموعد الحقيقي لبدء حوادث الحمل، وهو اليوم الوحيد الذي تذكره المرأة ويمكن سؤالها عنه، أما الجماع الملقح فهو واحد من عدد لا تعلم المرأة أيها تختار، ومن أين لها أن تعلم في أي مرة حصل الإلقاح، حتى لو حصل الحمل نتيجة جماع واحد، فقد يلتبس أمر حصول الإلقاح بعده لعدة أيام.إن حديث الأربعينات يقدم التقسيم العلمي والعملي الوحيد الواقعي المبسط لعلم الجنين، وذلك دون إهمال أي حقيقة من حقائق هذا العالم، فهو من جوامع الكلم الشاهدة إلى قيام الساعة على نبوة الصادق الأمين r، وأعترف أني فهمت علم الجنين لأول مرة في حياتي حين فهمت حديث الأربعينات:
فالمرحلة الأولى للتخطيط واتخاذ الاستعدادات اللازمة ومدتها أربعون يوماً من أول يوم من آخر طمث.
والمرحلة الثانية: هي للتنفيذ والأعمال الإنشائية السريعة، واسم هذه المرحلة: العلقة، لأن محصول الحمل يكون فيها معلقاً بجدار الرحم تخلق فيه كل الأعضاء، وحين تنتهي يكون الجنين خلقاً سوياً، وتستمر هذه المرحلة أربعين يوماً أيضاً.
والمرحلة الثالثة: هي المضغة، سميت بذلك لأن محصول الحمل أصبح كقطعة اللحم، وهي مؤلفة من قطعتين إحداهما توصف بالمخلقة وهي الجنين، والثانية غير المخلقة وهي المشيمة، وتستمر أربعين يوماً أخرى، ولا ندري بالضبط ما يجري فيها إلا ما يتعلق بالعظام التي تأخذ بالتعظم، والعضلات التي تأخذ بالتخطط (التعضل) .
وقوله: "ذراع" المراد منه ما يقول النووي في شرح صحيح مسلم: التمثيل للقرب من موته ودخوله عقبه الجنة أو النار، وأن تلك الدار ما بقي بينه وبين أن يصلها إلا كمن بقي بينه وبين موضع من الأرض ذراع، والمراد بهذا الحديث أن هذا قد يقع في نادر من الناس لا أنه غالب فيهم، ثم إنه من لطف الله تعالى وسعة رحمته انقلاب الناس من الشر إلى الخير في كثرة، وأما انقلابهم من الخير إلى الشر ففي غاية الندور ونهاية القلة.
الحديث العاشر
عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: سمعت رسول الله rيقول: "إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا رب أذكرٌ أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب أجَله؟ فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب رزقه؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك. ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص".
صحيح مسلم في القدر 2645
وصف النبي rفي هذا الحديث الشريف مرحلة بدء تخليق الأعضاء في الجنين، وهو يتفق تماماً مع ما يقرره العلماء المختصون، فهم يقولون: في نهاية الأسبوع السادس ? يوماً تكون النطفة قد بلغت أوج نشاطها في تكوين الأعضاء، وهي قمة المرحلة الحرجة الممتدة من الأسبوع الرابع حتى الثامن، فيكون دخول الملك في هذه الفترة تنويهاً بأهميتها، وإلا فللملك ملازمة ومراعاة بالنطفة الإنسانية في كافة مراحلها: نطفة وعلقة ومضغة، ودخوله هنا لتقسيمها وتصويرها وشق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها… ثم بعد ذلك يحدد جنس الجنين ذكر أم أنثى حسب ما يؤمر به، فيحول الغدة إلى خصية أو مبيض، والدليل على ذلك ما يشاهد في السقط الذي تطرحه المرأة قبل الولادة حيث لا يمكن تمييز الغدة التناسلية قبل انتهاء الأسبوع السابع وبداية الثامن .والجدير بالذكر أن الفقيه الحنفي ابن عابدين رجح بهذا الحديث رأي صاحب الحبر من فقهاء المذهب الحنفي الذي خالف القائلين بأن ظهور الخلق لا يكون إلا بعد أربعة أشهر، فقد قال رحمه الله: (لكن يشكل على ذلك قول البحر: إن المشاهد ظهور خلقه فقبل هذه المدة –أربعة أشهر- وهو موافق لما في بعض روايات الصحيح: "إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها"، وأيضاً هو موافق لما ذكره الأطباء، فقد ذكر الشيخ داود في تذكرته أنه يتحول عظاماً مخططة في اثنين وثلاثين يوماً إلى خمسين، ثم يجتذب الغذاء ويكتسي اللحم إلى خمس وسبعين، ثم تظهر فيه الغاذية والنامية ويكون كالنبات إلى نحو المائة، ثم يكون كالحيوان إلى عشرين بعدها فتنفخ فيه الروح الحقيقية الإنسانية.نعم نقل بعضهم أنه اتفق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر، أي عقباه، كما صرح به جماعة، وعن ابن عباس أنه بعد أربعة أشهر وعشرة أيام وبه أخذ أحمد، ولا ينافي ذلك ظهور الخلق قبل ذلك لأن نفخ الروح إنما يكون بعد الخلق) .هذا ما قرره الفقيه الحنفي ابن عابدين.وقد سألت طبيباً عن رأي الطب في هذا الموضوع فأجابني –بعد أن استمهلني عدة أيام- بقوله: إن التخلق يبدأ بعد انتهاء الأسبوع الرابع من ابتداء الحمل، وإن السمع والبصر يكتمل تخلقهما بعد ثمان وثلاثين يوماً تقريباً من ابتداء الحمل، والأحاديث الشريفة الصحيحة تؤكد هذه الحقائق تأكيداً كاملاً، ولما قلت له: إن هناك فرقاً بين ما ذكره الحديث الشريف وبين ما يقرره الطب الحديث أن التخلق يبدأ بعد اثنتين وأربعين ليلة من بداية الحمل في الحديث بينما هو بعد ثمان وثلاثين يوماً تقريباً، قال: هذا الإشكال يرتفع إذا علمنا أن المدة الزمنية التي يحددها الطب الحديث تقريبية ولا يمكن تحديدها بدقة، فإن الوقت الذي يتم فيه التلقيح في داخل بطن المرأة لا يمكن تحديده بدقة كما سبق معنا في التعليق على الحديث الشريف قبله .
الحديث الحادي عشر
عن أم سلمة أم المؤمنين أنها قالت: جاءت أم سُليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله rفقالت: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة من غُسل إذا هي احتلمت؟فقال رسول الله r :"نعم إذا رأت الماء".
صحيح البخاري في الغسل 282
المراد بالماء في هذا الحديث الشريف ما يكون نتيجة التهيج الجنسي –كالذي يحصل في الاحتلام- يؤدي إلى إفراز مفرط من غدتين جنسيتين نسميهما بغدتي بارتولان، نسبة إلى العالم الذي وصفهما، وتقع كل منهما في أحد الشفرين الأيمن والأيسر على جانبي الفرج، وتفرزان سائلاً مخاطياً حال التهيج الجنسي يندلق في فوهة المهبل للتزليق، وهذا هو الماء الذي تراه المرأة في الإحتلام، وربما رفدته إفرازات أخرى من عنق الرحم أو المهبل ، ولكنها كلها لا تحمل عناصر الإخصاب، وهي سوائل جنسية تناسلية على أي حال .ولهذا ذكر الإمام مسلم في روايته أن أم سلمة قالت لها: يا أم سليم فضحت النساء!.. لأن كتمان مثل ذلك من عادتهن، لأنه يدل على شدة شهوتهن للرجال .
الحديث الثاني عشر
عن ثوبان مولى رسول الله rقال: كنت قائماً عند رسول الله rفجاء حبر من أحبار اليهود فقال: السلام عليك يا محمد، فدفعته دفعة كاد يصرع منها، فقال: لم تدفعني؟ فقلت: ألا تقول يا رسول الله؟! فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله، فقال رسول الله r: "إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي" فقال اليهودي: جئت أسألك، فقال له رسول الله r: أينفعك شيء إن حدثتك؟ قال: أسمع بأذني. فنكت رسول الله rبعود معه فقال: سل. فقال اليهودي: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟ فقال رسول الله r: هم في الظلمة دون الجسر. قال: فمن أول الناس إجازة؟ قال: فقراء المهاجرين. قال اليهودي: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: زيادة كبد النون. قال: فما غذاؤهم على إثرها؟ قال: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها. قال: فما شرابهم عليه؟ قال: من عين فيها تسمى سلسبيلا. قال: صدقت. قال: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان. قال: ينفعك إن حدثتك؟ قال: أسمع بأذني، قال: جئت أسألك عن الولد؟ قال: ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فَعلا مني الرجل مني المرأة أذكر بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله. قال اليهودي: لقد صدقت وإنك لنبي. ثم انصرف فذهب، فقال رسول الله r: لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه ومالي علم بشيء منه حتى أتاني الله به.
صحيح مسلم في كتاب الحيض315
شرح الكلمات: الحبر:العالم.الجسر: المراد به الصراط.الإجازة:العبور والمرور.تحفتهم:ما يهدى لهم. النون: الحوت
وهذا الحديث الشريف إعجاز كامل أيضاً، فالبشرية لم تعلم بواسطة علومها التجريبية أن الجنين الإنساني يتكون من نطفة الرجل ونطفة المرأة إلا في القرن التاسع عشر الميلادي، وتأكد ذلك لديها بما لا يدع مجالاً للشك في أوائل القرن العشرين.وتضمن الحديث أيضاً وصفاً لماء الرجل وماء المرأة، فإن ماء المهبل يميل إلى الصفرة وكذلك الماء في حويصلة جراف، وعند خروج البويضة من هذه الحويصلة تدعى حينئذ الجسم الأصفر، وهذا أيضاً من الإعجاز لأنه لم يكن معلوماً آنذاك.وأشار الحديث أيضاً إلى أن إفرازات المهبل لها تأثير في الذكورة والأنوثة، فالعلماء يقررون أن إفرازات المبيض حمضية وقاتلة للحيوانات المنوية، وأن إفرازات عنق الرحم قلوية ولكنها لزجة في غير الوقت الذي تفرز فيه البويضة، وترق وتخف لزوجتها عند خروج البويضة، ولا بد لهذه الإفرازات من تأثير على نشاط الحيوانات المنوية المذكرة أو المؤنثة، والعلماء المختصون لم يتأكدوا من هذا بعد، ولكن الحديث الشريف يشير إلى إمكانية حدوث هذا الأمر، والله تبارك وتعالى أعلم .
الحديث الثالث عشر
عن أنس رضي الله عنه أن عبدالله بن سلام بلغه مقدم النبي rالمدينة، فأتاه يسأله عن أشياء فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: أخبرني به جبريل آنفاً، قال ابن سلام: ذاك عدو اليهود من الملائكة. قال r: أما أول أشراط الساعة فنارٌ تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد. قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. قال: يا رسول الله إن اليهود قوم بُهت فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي، فجاءت اليهود، فقال النبي r: أي رجل عبدالله بن سلام فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا وأفضلنا وابن أفضلنا، فقال النبي r: أرأيتم إن أسلم عبدالله بن سلام؟ قالوا: أعاذه الله من ذلك، فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك، فخرج إليهم عبدالله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. قالوا: شرنا، وابن شرنا وتنقصوه، قال: هذا ما كنت أخاف يا رسول الله.
صحيح البخاري في المناقب 3938
وفي الحديث تقرير بكون صفات الكائن تتعلق بعوامل محمولة في ماء الأب وماء الأم، وهذا بحد ذاته إعجاز وإنجاز خارق، فنحن نعلم أن العلماء لم يتأكدوا من حقيقة الحيوان المنوي والبويضة واشتراكهما في الخلق الجديد إلا حديثاً بعد اكتشاف المجهر وبعد اكتشاف وزرع الصبغيات (الكروموسومات) . ومن غير الممكن أن يكون معنى ذلك سبق الرعشة الجنسية، فقد تتفق في الزوجين في وقت واحد ولا تسبق إحداهما الأخرى، ولعل المعنى يكون أن الماءين بما يحملانه من الصفات يتسابقان في تقرير مواصفات الكائن الجديد، فالمواصفات التي استطاعت مورثات المرأة تقريرها استلمتها ونفذتها، ووقفت المورثات المشابهة من الرجل دون عمل لأنها قد سبقت إلى ذلك، أما المواصفات التي تستطيع مورثات الرجل تقريرها فإنها تستلمها وتنفذها وتبقى المورثات المشابهة من المرأة دون عمل لأنها قد سبقت إلى ذلك .
الحديث الرابع عشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل من بني فزارة إلى النبي rفقال: إن امرأتي ولدت غلاماً أسود، فقال النبي r: هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: فما ألوانها؟ قال: حمر، قال: هل فيها من أورق؟ قال: إن فيها لورقاً، قال: فأني أتاها ذلك؟ قال: عسى أن يكون نزعه عرق؟ قال: وهذا عسى أن يكون نزعه عرق.
رواه الشيخان واللفظ لمسلم من كتاب اللعان 1500
الأورق: الذي فيه سواد ليس بصاف.نزعه: اجتذبه وأظهر لونه عليه.
أشار النبي rفي هذا الحديث إلى قوانين الوراثة التي اكتشفت حديثاً والتي اكتشف كثيراً منها (مندل) ، ففي هذا الحديث كما يقول أحد الأطباء المختصين- شرح للصفات الكامنة المحمولة على المورثات التي لم توضع موضع التنفيذ لكونها قد سبقت أو غلبت بمورثات أخرى، فقد يرث الإنسان صفة من جد أو جدة بينه وبين أحدهما مئات السنين، بل وألوف السنين، وهذه الظاهرة معروفة ومشار إليها في علم الوراثة، والرسول الكريم rأشار إليها في هذا الحديث وشرح قوانينها بالصفات السابقة والمسبوقة،وبحضور الأنساب حتى آدم عليه السلام،فهل أضاف(مندل) وعلماء الوراثة المعاصرون شيئاً على ذلك؟ لا والله إنهم ما زادوا عن أن عبروا عنها بأسلوب مختلف
الحديث الخامس عشر
عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة قالت لرسول الله r: هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء؟ فقال: نعم. فقالت لها عائشة: تربت يداك وألت، فقال رسول الله r: دعيها وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك، إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله، وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه.
صحيح مسلم في الحيض 313
وهذا الحديث يؤكد أيضاً ما سبق في الحديث السابق، ففي كل من ماء الرجل وماء المرأة صبغيات (كروموسومات) تحتوي مورثات (جينات) تختلف من إنسان إلى آخر، وهذه المورثات إذا غلبت تظهر خصائصها وآثارها في المولود، ولهذا يقرر أحد المختصين فيقول: إن الإنسان قبل أن يكون مجسماً بأعضائه وصفاته كان صيغة صبغية (كروموسومية) ومورثية معينة، فهو ست وأربعون صبغياً (كروموسوماً) تحتوي عدداً كبيراً من المورثات ﴿الجينات﴾ تتوزع عليها بصيغة تختلف من إنسان إلى آخر، وهذه الصبغيات (الكروموسومات) والمورثات (الجينات) وجدت كلها في آدم عليه السلام، ثم أخذت تتوزع في ذريته، والمسألة سهلة وتصورها بسيط: إن قرص التلفون الذي أمامنا يحتوي عشرة أرقام فقط، نستطيع بإدارتها بترتيب مختلف أن نكلم من نشاء في أرجاء المعمورة، فأرقام هواتف العالم كلها موجودة في هذا القرص .ويؤكد هذا المعنى قوله تبارك وتعالى: ﴿وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون﴾ [الأنعام:98]، فكل إنسان يحمل في خلاياه الجنسية مورثات كل من يتفرع عنه من ذريته، والله سبحانه بكامل علمه ومشيئته وقدرته قد أحاط بها وهي تنتقل من مستقرها في الأصلاب إلى مستودعها في الأرحام، إنها رحلة طويلة وطويلة جداً، ولكنها مقدرة ومعلومة في كل مراحلها وأطوارها وحركاتها، إنها رحلة مبرمجة بدقة من قبل الله العليم الحكيم .وهذا يقرب لنا معنى الآية القرآنية الكريمة: ﴿وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين* أو تقولوا إنما أشرك ءابآؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون﴾ [الأعراف: 172-173].وفي الحديث الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: عن النبي rقال: "يقول الله تبارك وتعالى لأهون أهل النار عذاباً: لو كانت لك الدنيا وما فيها أكنت مفتدياً بها؟ فيقول: نعم، فيقول: قد أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم، أن لا تشرك ولا أدخلك النار، فأبيت إلا الشرك"، وفي رواية ثانية بلفظ: "قد سئلت ما هو أيسر من ذلك" .ومن المعلوم أن الخلايا الجنسية الابتدائية تشتق من جدار الحويصل المحي ثم تهاجر وتدخل إلى الغدد الجنسية الآخذة بالتكون في ظهر المخلوق الجديد، ثم تتكاثر فيها. وجاء أيضاً في الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي r: إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان –موضع قرب عرفات- يوم عرفة، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرها بين يديه، ثم كلمهم قبلاً قال: ﴿وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين﴾ [الأعراف: ] .
الحديث السادس عشر
عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله rأنه قال:"لكل داء دواء، فإذا أصاب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل".
صحيح مسلم في السلام 2204
دل الحديث على مشروعية التداوي واستحبابه، وأن الله جعل لكل داء دواء، وفي هذا تشجيع للبحث والتفتيش عن الأدوية المناسبة لمعالجة الأمراض، كما بين النبي rفي هذا الحديث القواعد الأساسية في علاج الأمراض وهي تشخيص الداء أولاً ومعرفة حقيقته بواسطة الطبيب المختص، ثم وصف الدواء المناسب لهذا الداء.قال ابن حجر رحمه الله: فيه الإشارة إلى أن الشفاء متوقف على الإصابة بإذن الله، وذلك أن الدواء قد يحصل معه مجاوزة الحد في الكيفية أو الكمية فلا ينجع، بل ربما أحدث داء آخر إذا قدر الله ذلك، وإليه الإشارة بقوله: "بإذن الله" فمدار ذلك كله على تقدير الله وإرادته. والتداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش للأكل والشرب، وكذلك تجنب المهلكات والدعاء بطلب العافية ودفع المضار وغير ذلك .
الحديث السابع عشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي rقال: "ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء".
صحيح البخاري في الطب5678
جعل الإمام البخاري في صحيحه هذا الحديث عنوان باب من أبواب كتاب الطب في صحيحه، قال ابن حجر رحمه الله في شرحه للحديث:قوله: "إلا أنزل له شفاء" في رواية طلحة بن عمرو من الزيادة في أول الحديث: "يا أيها الناس تداووا"، ووقع في رواية طارق بن شهاب عن ابن مسعود رفعه: "إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء فتداووا".وفي حديث أسامة بن شريك: "تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داءً واحداً الهرم".أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن الأربعة وصححه الترمذي ووقع في رواية أبي عبدالرحمن السلمي عن ابن مسعود نحو حديث الباب وزاد في آخره "علمه من علمه وجهله من جهله".
أخرجه النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم ولأبي داود من حديث أبي الدرداء رفعه: "إن الله جعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام".وفي مجموع هذه الألفاظ ما يعرف منه المراد بالإنزال في حديث الباب وهو إنزال علم ذلك على لسان الملك للنبي rمثلاً، أو عبر بالإنزال عن التقدير، وفيها التقييد بالحلال، فلا يجوز التداوي بالحرام .
الحديث الثامن عشر
عن علقمة بن وائل عن أبيه وائل الحضرمي، أن طارق بن سويد الجعفي سأل النبي rعن الخمر؟ فنهاه أو كره أن يصنعها، فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال r: "إنه ليس بدواء ولكنه داء".
صحيح مسلم في الأشربة 2984 وفي صحيح البخاري في كتاب الأشربة: وقال ابن مسعود في السكر: إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم.قال ابن حجر: ويؤيده ما أخرجه الطبراني من طريق قتادة قال: "السكر خمور الأعاجم" وعلى هذا ينطبق قول ابن مسعود: "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم". وأحسبه هذا أراد، لأنني أظن أن عند بعض المفسرين: سئل ابن مسعود عن التداوي بشيء من المحرمات فأجاب بذلك.وعن سفيان بن عيينة عن منصور عن أبي وائل قال: اشتكى رجل منا يقال له خثيم ابن العداء داء ببطنه، فنعت له السكر، فأرسل إلى ابن مسعود يسأله فذكره. وروينا في نسخة داود بن نصير الطائي بسنده عن مسروق قال: قال عبدالله بن مسعود: لا تسقوا أولادكم الخمر فإنهم ولدوا على الفطرة، وإن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليك. ولجواب ابن مسعود شاهد أخرجه أبو يعلي وصححه ابن حبان من حديث أم سلمة قالت: اشتكت بنت لي فنبذت لها في كوز، فدخل النبي rوهو يغلي –من التخمر- فقال: ما هذا؟ فأخبرته، فقال: "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم" .نشرت مجلة اللانست البريطانية –وهي من أشهر المجلات الطبية في العالم- مقالاً عام 1987 بعنوان (الشوق إلى شرب الخمر) استهل المؤلف مقاله بالقول: إذا كنت مشتاقاً إلى الكحول فإنك حقاً تموت بسببه. وذكر المؤلف أن 200 ألف شخص يموتون سنوياً في إنجلترا بسبب الكحول. وقد نشرت الكليات الملكية للأطباء الداخليين والنفسيين والأطباء الممارسين تقارير أجمعت كلها على خطر الكحول (الغول) ، وأن الكحول لا يترك عضواً من أعضاء الجسم إلا أصابه، وجاء في كتاب Alcoholism ذكر الأمراض الناجمة عن شرب الخمر فذكر منها أمراض الفم والبلعوم والمريء والمعدة والأمعاء ومرض الكبد الكحولي وتشمعه وأمراض المعثكلة (البنكرياس) . ثم قال: وتظهر تأثيرات الكحول فورياً على الدماغ، وبعض هذه التأثيرات عابر والآخر غير قابل للتراجع، فإن تناول كأس واحدة أو اثنتين من أي نوع من أنواع الخمر قد يسبب تموتاً في بعض خلايا الدماغ، وإذا ما استمر شارب الخمر في تناول المسكرات فقد يحدث له ما يسمى بتناذر (فيرينكه) وتناذر (كورساكوف) ويظهر المصاب بالتناذر خائفاً هاذياً وتظهر في عينيه حركات متواترة، وقد يحدث شلل في عضلات العين ويفقد المريض توازنه. ويصاب المريض بتناذر (كورساكوف) بفقد الذاكرة وعدم القدرة على خزن المعلومات، ومتى أصيب شارب الخمر بهذه الحالة فإن احتمال الشفاء أمر نادر، كما يؤثر الكحول على عضلة القلب ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومرض الشرايين الإكليلية. ومن الثابت علمياً أن للكحول علاقة بسرطان الفم والمريء والبلعوم والكبد، فقد أظهرت الدراسات العلمية أن الكحول مادة مسرطنة، كما أن له فعلاً مشوهاً للأجنة من أمهات يشربن الخمر .وكل ذلك يؤكد الإعجاز في قول النبي rفي الخمر "إنه ليس بدواء ولكنه داء".
الحديث التاسع عشر
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام ، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يُدمنها، لم يتب، لم يشربها في الآخرة".صحيح مسلم في الأشربة2003هذا الذي أخبر عنه النبي rفي الحديث الشريف قرره العلماء المتخصصون في أنواع الخمور فقالوا: توجد مادة الغول (الكحول الإيتيلي، أو الإيتانول) في كثير من المشروبات الغولية التي تستخلص بتخمير النشاء أو السكر أو غيرها من النشويات، وهي وإن اختلفت في أسمائها كالبيرة والويسكي والشمبانيا والشيري وغيرها، فإنها كلما ذات أصل واحد.وتختلف تأثيرات الغول (لكحول الإيتيلي) السمية باختلاف مستوى الغول في الدم، فكلما أكثر شارب الخمر من تناوله للمسكر ارتفع مستواه في الدم، وحين يبلغ مستوى الغول في الدم ? -99 ميلي غرام فإنه يسبب تغيرات في المزاج والشعور وعدم توازن في العضلات واضطراب في حس اللمس وتغيرات في الشخصية والسلوك. وإذا بلغ مستوى الغول ? -199 ميلي غرام حدث اضطراب شديد في القوة العقلية وعدم انسجام في الحركات وفقد شارب الخمر توازنه في الوقوف والمشي، ومتى بلغ مستوى الغول ? -299 ميلي غرام ظهر الغثيان والإعياء وازدواج النظر واضطراب التوازن الشديد .وصدق رسول الله rفي قوله: "كل مسكر خمر"، وفي قوله أيضاً: "كل مسكر حرام وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام" ، والفرق: مكيال كبير.
الحديث العشرون
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي rفقال: إن أخي يشتكي بطنه، فقال r: اسقه عسلاً. ثم أتاه الثانية فقال: اسقه عسلاً. ثم أتاه الثالثة فقال: اسقه عسلاً. ثم أتاه فقال: فعلت، فقال r: "صدق الله وكذبت بطن أخيك". فسقاه فبرأ.أخرجه الشيخان البخاري ومسلم واللفظ للبخاري في الطب 5684 وقع في رواية ثانية: هذا ابن أخي يشتكي بطنه، ولمسلم في صحيحه: "قد عرب بطنه" بالعين المهملة والراء المكسورة، أي فسد هضمه لاعتلال المعدة، ووقع في رواية مسلم: فسقاه ثم جاء، فقال: إني سقيته فلم يزدد إلا استطلاقاً.
وقد ثبت علمياً أن العسل يبيد الجراثيم ويقضي عليها، وقد أجرى الطبيب الجراثيمي (ساكيت) اختباراً علمياً عن أثر العسل في الجراثيم، فقام بزرع جراثيم مختلف الأمراض في مزارع العسل الصافي، ولبث ينتظر، فأذهلته النتيجة المدهشة، فقد ماتت جميع الجراثيم وقضي عليها، فقد ماتت جراثيم الحمى النمشية (التيفوس) بعد 48 ساعة، وجراثيم الحمى التيفية بعد 24 ساعة، وجراثيم الزحار العصري قضي عليها تماماً بعد عشر ساعات…، وهذا ما جعل الطبيب ظافر العطار والأستاذ سعيد القربي يذهبان في مقالة بعنوان: (العسل ينقذ الإنسان من جراثيمه الممرضة) في مجلة طبيبك عدد تشرين 1970 إلى القولSadإن قول (ساكيت) : إن جراثيم الزحار قد قضي عليها بعد عشر ساعات فقط، قد يعطينا فهماً جديداً للحديث النبوي –الذي سبق ذكره- فاستطلاق البطن (الإسهال) يمكن أن يكون بسبب الزحار، وتجربة (ساكيت) أثبتت أن العسل يقضي على جراثيمه) .
وبهذا ظهر علم جديد من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام، ووجه جديد من إعجاز سنته، فهذه الحقائق العلمية ما عرفها العلماء إلا في العصر الحاضر.أجمعوا على أن العسل يصلح لعلاج كثير من الأمراض، فقد اعتمد عليه كمادة مضادة للعفونة ومبيدة للجراثيم في أحدث مجالات الطب الحديث لحفظ الأنسجة والعظام والقرنية أشهراً عددية، واستعمالها حين الحاجة إليها في جراحة التطعيم والترميم. كما أظهرت الدراسات الحديثة الفرق الشاسع بين السكر العادي والعسل في مجال التغذية وخصوصاً للأطفال، فالسكاكر المصنعة من العسل لا تحدث نخراً ولا تسبب نمو الجراثيم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mo7ebinalalbani.yoo7.com
 
الأربعون العلمية صور الإعجاز العلمي في السنة النبوية (من حديث 1 الى 20)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأربعون العلمية صور الإعجاز العلمي في السنة النبوية (من حديث 21الى 40)
» الإعجاز في السنة النبوية ( الإعتدال في الطعام )
» الإعجاز العلمي في حديث (ما ملأ آدمى وعاء شرا من بطنه..)
» الإعجاز العلمي في الحجامه
» الإعجاز العلمي في أمر الرسول بتغطية الآنية قبل النوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى محبي الألباني لعلوم السنة :: منتدى محبي الألباني / القسم العربي :: الإعجاز العلمي في السنة-
انتقل الى: