منتدى محبي الألباني لعلوم السنة
حياك الله أيها الزائر الكريم

ثبتنا الله وإياك على اتباع السنة ونبذ البدع

إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث.. منها.. علم ينتفع به

فساهم معنا في نشره مـــــــــــأجورا
منتدى محبي الألباني لعلوم السنة
حياك الله أيها الزائر الكريم

ثبتنا الله وإياك على اتباع السنة ونبذ البدع

إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث.. منها.. علم ينتفع به

فساهم معنا في نشره مـــــــــــأجورا
منتدى محبي الألباني لعلوم السنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى محبي الألباني لعلوم السنة

الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
₪۩۞… من حفظ الأصــول ضمن الوصــول...§۞۩₪» ... ومن حفظ المتـــون حــاز الفنــون ... «₪۩۞§… ومن بدا بالحواشي ما حوى شيء ...۞۩₪
(¯`•._.•(..محمد بن صالح العثيمين: الألباني رجل من أهل السنة مدافع عنها، إمام في الحديث، لانعلم أن أحدا يباريه في عصرنا..)•._.•°¯)
`•.¸¸.•¯`••._.• (عبد العزيز بن باز: (ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل محمد ناصر الدين الألباني ) `•.¸¸.•¯`••._.•

 

 الأربعون العلمية صور الإعجاز العلمي في السنة النبوية (من حديث 21الى 40)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبوعبدالله
خادم السنة
أبوعبدالله


عدد المساهمات : 245
نقاط : 731
تاريخ التسجيل : 20/05/2011
العمر : 38

الأربعون العلمية صور الإعجاز العلمي في السنة النبوية (من حديث 21الى 40)  Empty
مُساهمةموضوع: الأربعون العلمية صور الإعجاز العلمي في السنة النبوية (من حديث 21الى 40)    الأربعون العلمية صور الإعجاز العلمي في السنة النبوية (من حديث 21الى 40)  Icon_minitimeالأربعاء 01 يونيو 2011, 00:46

[size=18][justify]
الحديث الحادي والعشرون
عن خالد بن سعيد قال: خرجنا ومعنا غالب بن أبجر، فمرض في الطريق، فقدمنا المدينة وهو مريض، فعاده ابن أبي عتيق فقال لنا: عليكم بهذه الحبيبة السوداء فخذوا منها خمساً أو سبعاً فاستحقوها ثم اقطروا في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب، فإن عائشة رضي الله عنها حدثتني أنها سمعت النبي rيقول: "إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام. قلت: وما السام؟ قال: الموت".أخرجه البخاري في صحيحه في الطب 5687 قال ابن حجر رحمه الله: ويؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة السوداء شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفاً بل ربما استعملت مفردة، وربما استعملت مركبة، وربما استعملت مسحوقة وغير مسحوقة، وربما استعملت أكلاً وشرباً وسعوطاً وضماداً وغير ذلك. وقيل إن قوله: "كل داء" تقديره يقبل العلاج بها…
وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: تكلم الناس في هذا الحديث وخصوا عمومه وردوه إلى قول أهل الطب والتجربة، ولا خفاء بغلط قائل ذلك لأنا إذا صدقنا أهل الطب، ومدار علمهم غالباً إنما هو على التجربة التي بناؤها على ظن غالب، فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم .هذه بعض أقوال العلماء القدماء في الحبة السوداء فماذا يقول العلماء المحدثون فيها؟نشر الدكتور أحمد القاضي والدكتور أسامة قنديل اللذان يعملان في أكبر معهد للطب الإسلامي للتعليم والأبحاث في بنما ستي –فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية- مقالاً عنوانه: الحبة السوداء (نيجللا ساتيفا) المقوي الطبيعي للمناعة، تحدثا فيه عن التجارب التي أجرياها على الحبة السوداء، وجاء في آخر المقالة تحت عنوان الاستنتاج: ثبت أن تناول حبوب النيجللا ساتيفا (الحبة السوداء) بالفم بجرعة جرام واحد مرتين يومياً له أثر مقوي على وظائف المناعة، ويتضح ذلك في تحسن نسبة المساعد إلى المعوق في خلايا (ت) ، وفي تحسن النشاط الوظيفي لخلايا القاتل الطبيعي. وقد تكون لهذه النتائج فائدة عملية عظمى، إذ من الممكن أن يلعب مقو طبيعي للمناعة مثل الحبة السوداء دوراً هاماً في علاج السرطان والإيدز وبعض الظروف المرضية الأخرى التي ترتبط بحالات نقص المناعة… وهكذا يجلي العلم اليوم هذه الحقيقة، وما كان لأحد من البشر أن يتكلم بهذا منذ أربعة عشر قرناً إلا بوحي من الله .
الحديث الثاني والعشرون
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: أُتي رسول الله rبلبن فشرب فقال: "إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيراً منه، وإذا سُقي لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن".رواه أحمد في مسند وابن ماجة والترمذي وحسنه وأبو داود والإعجاز في الحديث الشريف في قوله عليه الصلاة والسلام: "فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن "، وقد ثبت أن اللبن أكمل الأغذية من الناحية البيولوجية، رغم أنه ينقصه قليل من العناصر الغذائية، ولكن رغم ذلك يعد أفضل من أي غذاء منفرد وحيد، ولا توجد مادة غذائية أخرى يمكن أن تقارن مع اللبن من حيث قيمته الغذائية المرتفعة، وذلك لاحتوائه على المواد الغذائية الأساسية الضرورية التي لا يستغنى عنها جسم الإنسان في جميع مراحل نموه وتطوره كالبروتينات والكربوهيدرات والسكريات والدهون والمعادن والفيتامينات، واللبن يمد جسم الإنسان بمجموعة كبيرة جداً من هذه العناصر والمركبات الغذائية الحيوية الهامة .
وجاء في كتاب الأطعمة والتغذية طبعة1989:يعتبر الحليب أكثر غذاء متكامل وجد على سطح الأرض حيث أنه قد صمم ليكون غذاء لكل مولود للحيوانات اللبونة (كالبقر والمعز والغنم) والإنسان، وبذلك فإنه يؤمن كميات كافية من الغذاء، ومع ذلك فإن الحليب فقير بالفيتامين (سي) والحديد، إلا أن الأطفال يولدون وفي أجسامهم كمية من الحديد والفيتامين (سي)تكفيهم لعدة أسابيع. وما يثير العجب أن عناصر الحليب الغذائية تكون بحالة جاهزة للهضم ولا يضيع منها أثناء الإمتصاص في الأمعاء إلا النزر القليل. والحليب ليس غذاءً مفيداً للأطفال فحسب بل هو غذاء عظيم لكل جيل .والجدير بالذكر كما في الصحيحين أن رسول الله rأُتي ليلة الإسراء بقدح من خمر وقدح من لبن، فنظر إليهما ثم أخذ اللبن، فقال جبريل عليه السلام: الحمد لله الذي هداك إلى الفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك.
الحديث الثالث والعشرون
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله rيقول: "لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر. وفر من المجذوم كما تفر من الأسد".صحيح البخاري في الطب5707 وزاد مسلم: "ولا نوء" ولمسلم أيضاً من حديث جابر رضي الله عنه: "لا عدوى ولا صفر ولا غول" ، فالحاصل من ذلك ستة أشياء: العدوى، والطيرة، والهامة، والصفر، والغول، والنوء.وينفي النبي rفي هذه الأحاديث العقائد الباطلة والخرافات التي كانت سائدة بين العرب في الجاهلية، فقد كانت العرب تزعم أن الغيلان في الفلوات، وهي جنس من الشياطين تتراءى للناس وتتغول لهم تغولاً –أي تتلون تلوناً- فتضلهم عن الطريق فتهلكهم. وقد كثر في كلامهم: غالته الغول، أي أهلكته أو أضلته.. فأبطل rذلك.أما النوء، فقد كانوا يقولون: مطرنا بنوء كذا، فأبطل rذلك وبين بأن المطر إنما يقع بإذن الله لا بفعل الكواكب، وإن كانت العادة جرت بوقوع المطر في ذلك الوقت لكن بإرادة الله تعالى وتقديره، لا صنع للكواكب.وأما قوله "لا عدوى" فالمراد منه أن شيئاً لا يعدي، بطبعه نفياً لما كانت الجاهلية تعتقده أن الأمراض تعدي بطبعها من غير إضافة إلى الله، فأبطل النبي r اعتقادهم ذلك وبين لهم أن الله هو الذي يمرض ويشفي. وأما قوله "لا هامة" قيل هي بتشديد الميم، والأكثرون على تخفيفها، ومن شدد ذهب إلى واحدة الهوام وهي ذوات السموم، وقيل هي دواب الأرض التي تهم بأذى الناس، وهذا لا يصح نفيه إلا إن أريد أنها لا تضر لذواتها وإنما تضر إذا أراد الله إيقاع الضرر بمن أصابته. وقد ذكر الزبير بن بكار في (الموفقيات)أن العرب كانت في الجاهلية تقول: إذا قتل الرجل ولم يؤخذ بثأره خرجت من رأسه هامة –وهي دودة- فتدور حول قبره فتقول : اسقوني اسقوني، فإن أدرك بثأره ذهبت، وإلا بقيت، وفي ذلك يقول شاعرهم: فيا عمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي أضربك حتى تقول الهامة اسقوني
قال: وكانت اليهود تزعم أنها تدور حول قبره سبعة أيام ثم تذهب. وذكر ابن فارس وغيره من اللغويين نحو الأول، إلا أنهم لم يعينوا كونها دودة، بل قال القزاز: الهامة طائر من طير الليل كأنه يعني البومة. وقال ابن الأعرابي: كانوا يتشاءمون بها، إذا وقعت على بيت أحدهم يقول: نعت إلي نفسي أو أحداً من أهل داري. وقال أبو عبيد: كانوا يزعمون أن عظام الميت تصير هامة فتطير، ويسمون ذلك الطائر: الصدا .
وأما الطيرة: فهي مصدر تطير، وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير، فإذا خرج أحدهم لأمر فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع، وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها، فجاء الشرع بالنهي عن ذلك .وأما قوله "لا صفر" بفتحتين، فقد نقل أبو عبيدة معمر بن المثنى في (غريب الحديث) عن رؤبة بن العجاج قال: هي حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس، وهي أعدى من الجرب عند العرب، فعلى هذا: المراد بنفي الصفر ما كانوا يعتقدون فيه من العدوى، ورجح البخاري هذا القول لكونه قرن الحديث بالعدوى، وقيل: المراد بالصفر الحية، لكن المراد بالنفي نفي ما كانوا يعتقدون أن من أصابه قتله، فرد ذلك الشارع بأن الموت لا يكون إلا إذا فرغ الأجل. وقيل: المراد به شهر صفر، وذلك أن العرب كانت تحرم صفر وتستحل المحرم، فجاء الإسلام برد ما كانوا يفعلونه من ذلك .وأما قوله بعد ذلك: "وفر من المجذوم فرارك من الأسد" فقد ذكر العلماء في الجمع بينه وبين قوله: "لا عدوى" أقوالاً كثيرة، فرأى بعضهم أن الأمر بالمجانبة محمول على حسم المادة وسد الذريعة لئلا يحدث للمخالط شيء من ذلك، فيظن أن سببه المخالطة فيثبت العدوى التي نفاها الشارع، ويؤيد هذا ما أخرجه الترمذي عن جابر رضي الله عنه أن النبي rأخذ بيد مجذوم فوضعها في القصعة وقال: كل ثقة بالله وتوكلاً عليه. فأكله rمع المجذوم ليبين لهم أن الله هو الذي يمرض ويشفي، ونهاهم عن الدنو منه ليبين لهم أن هذا من الأسباب التي أجرى الله العادة بأنها تفضي إلى مسبباتها، ويحتمل أن يكون أكله rمع المجذوم أنه كان به أمر يسير لا يعدي مثله في العادة، إذ ليس الجذمى كلهم سواء ولا تحصل العدوى من جميعهم.وقد ثبت علمياً أن نسبة الإصابة بهذا المرض قليلة جداً، إذ أن أكثر من 90% من الناس لديهم مناعة طبيعية ضد هذا المرض، وهو مرض يصيب الإنسان ويشمل الجلد والأعصاب والعين والخصى والعظام والجهاز التنفسي العلوي وأعضاء أخرى، ويسبب هذا المرض جرثومة عصوية تنتقل من المريض إلى السليم بواسطة استنشاق الهواء أو بواسطة التماس الجلدي أو لدغ بعض الحشرات، و10% من الناس الذين ليس لديهم مناعة طبيعية ضد هذا المرض ينقسمون إلى قسمين:
أ- الذين مناعتهم ضعيفة وفي هذا النوع تظهر الإصابة.
ب- الذين مناعتهم شبه معدومة.
فقلة نسبة الإصابة تبين لنا سبب أكله rمع المجذوم .
الحديث الرابع والعشرون
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ –مكان قرب تبوك على طريق الشام- لقيه أمراء الأجناد، أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام، قال ابن عباس: فقال عمر: ادع لي المهاجرين الأولين، فدعاهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا فقال بعضهم: قد خرجنا لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله rولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني. ثم قال: ادع لي الأنصار، فدعوتهم، فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم. فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان ههنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح –أي الذين أسلموا بعد فتح مكة- فدعوتهم فلم يختلف منهم عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء. فنادى عمر في الناس إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفراراً من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت إن كانت لك إبل هبطت وادياً له عدوتان: إحداهما خصيبة، والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصيبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبدالرحمن بن عوف، وكان متغيباً في بعض حاجته، فقال: إن عندي في هذا علماً سمعت رسول الله rيقول: "إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه" قال: فحمد الله عمر ثم انصرف.وعن أسامة بن زيد عن النبي rقال: "إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها".
صحيح البخاري في الطب 5729-5728
الطاعون مرض إنتاني وبائي، عامله جرثومة بشكل العصية اكتشفها العالم (يير سين) سنة 1849م فسميت باسمه: (عصية يير سين)، وكان يأتي بشكل جائحات تجتاح البلاد والعباد وتحصد في طريقها الألوف من الناس، وهو يصيب الفئران عادة ثم تنتقل جراثيمه منها إلى الإنسان بواسطة البراغيث، فتصيب العقد البلغمية في الآباط والمغابن والمراق، فتتورم ثم تتقرح فتصبح كالدمامل، وقد يصيب الرئتين مع العقد البلغمية أو بدونها فيصبح خطراً جداً.وقع وباء منه في بلاد الشام سنة 18هـ سمي طاعون عمواس نسبة إلى بلدة صغيرة يقال لها عمواس بين القدس والرملة أول ما نجم الداء بها ثم انتشر في بلاد الشام منها فنسب إليها.قال الواقدي: توفي في طاعون عمواس من المسلمين في الشام خمسة وعشرون ألفاً، وقال غيره: ثلاثون ألفاً، كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية.وهذا الحديث الشريف هو أساس الحجر الصحي الذي لم يعرف إلا في القرن العشرين، فإذا وقع وباء معد في بلد ما يضرب عليه حجر صحي، فلا يدخل إليه أحد خوفاً من أن يرمي بنفسه إلى التهلكة فيصاب بالوباء، ولا يسمح لأحد من داخله بالخروج خوفاً من أن يكون مصاباً بالمرض ولا يزال في دور الحضانة، أي في دور كمون الداء قبل صولته واستفحاله، فينقل الوباء إلى خارج البلد ويعم انتشاره في الأرض، لذلك لا يسمح بخروج أي شخص إلا بعد أن يلقح ضد جراثيم هذا الوباء، وأن يوضع في مكان منعزل (الكرنتينا) ليمضي فيها مدة حضانة هذا الوباء، ولكل وباء مدة حضانة خاصة به تختلف عن غيره، فإذا لم يظهر الداء على الشخص فهو سليم ويسمح له عند ذلك بالخروج إلى بلد آخر .وقد ورد في عدد من الأحاديث أنه rوصف الطاعون، منها:حديث أبي موسى رفعه "فناء أمتي بالطعن والطاعون، قيل: يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال: وخز أعدائكم من الجن، وفي كل شهادة" أخرجه أحمد من رواية زياد بن علاقة عن رجل عن أبي موسى، وفي رواية له عن زياد… وأخرجه البزار والطبراني من وجهين آخرين فسميا المبهم يزيد بن الحارث، ورجاله رجال الصحيحين إلا المبهم… فالحديث صحيح بهذا الاعتبار وقد صححه ابن خزيمة والحاكم وأخرجاه، وأحمد والطبراني من وجه آخر عن أبي بكر ابن أبي موسى الأشعري قال: سألت عنه رسول الله rفقال: "هو وخز أعدائكم من الجن وهو لكم شهادة" ورجاله رجال الصحيح إلا واحداً وثقه أبو نعيم والنسائي وجماعة، وضعفه جماعة بسبب التشيع… وللحديث طريق ثالثة أخرجها الطبراني عن كريب بن الحارث ابن أبي موسى عن أبيه عن جده ورجاله رجال الصحيح إلا كريباً…قال ابن حجر رحمه الله بعد أن ذكر هذه الأحاديث: والعمدة في هذا الباب على حديث أبي موسى فإنه يحكم له بالصحة لتعدد طرقه إليه .والعجيب أن أحد الكتاب المعاصرين أخطأ فهم الحديث النبوي الشريف "هو وخز أعدائكم من الجن" فزعم أن الجراثيم يمكن أن تكون نوعاً من أنواع الجن فقالSadلم تكن الجراثيم )قد عرفت بعد في زمن النبي rفهل قصد عليه الصلاة والسلام "هو وخز أعدائكم من الجن" المعنى الشرعي لكلمة الجن، أي المخلوقات التي خلقها الله تعالى من النار وترى الإنس ولا يرونهم، أم قصد المعنى اللغوي بمعنى: أي كل ما استتر وخفي؟ الله تعالى أعلم. ولكن لو كان يريد المعنى الأول أما كان الأولى أن يقول: هو وخز الشياطين، فيكتفي بكلمة واحدة بدلاً من ثلاث كلمات: "أعدائكم من الجن" لأن الشياطين كلهم أعداء للإنس. وأما كان الأولى بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يدخل على الطاعون في بلاد الشام لكي تهرب الشياطين منه وينقذ المسلمين من ذلك الوباء اللعين، بدلاً من أن يعود إلى المدينة المنورة وهو الذي قال عنه النبي r: "ما سلك عمر بن الخطاب فجاً إلا وسلك الشيطان فجاً غيره" .وهو كلام خطير يؤدي إلى تأييد رأي المستغربين الماديين الذين أنكروا المغيبات التي أخبر الله تبارك وتعالى عنها كالملائكة والجن، والذي اتهم المسلمين بأن فكرهم ليس فكرأً علمياً بل هو فكر غيبي يؤمن بالأساطير والخرافات.فالفكر الإسلامي فكر علمي يقوم على النظر والتفكير والإيمان بالغيب أساسه الخبر الصادق في كتاب الله وسنة رسول الله r، والحقيقة لا تعرف كلها بالإنسان نظراً لمحدوديته، ثمة مصدر آخر للحقيقة وهو الله سبحانه وتعالى القائل: ﴿ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير﴾ [الملك:14] والذي وسع كل شيء علماً.والقول بأن الجراثيم نوع من الجن ترده النصوص القطعية الكثيرة في الكتاب والسنة، فالجن الذين كانوا يسترقون أخبار السماء والذين رموا بالشهب والذين سمعوا القرآن من النبي rوانطلقوا إلى قومهم منذرين: لا يصح أبداً ولا يعقل أن تكون الجراثيم نوعاً منهم. قال تعالى في سورة الجن: ﴿قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرءاناً عجباً* يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً﴾ [الجن:1-2 وما بعدها]، وتأمل كلمة رجال في قوله تعالى في هذه السورة: ﴿وأنه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً﴾ ، وقال أيضاً: ﴿وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرءان فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين* قالوا ياقومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم﴾ [الأحقاف: 29-30].كيف تجرأ هذا الكاتب على مثل هذا القول والله تعالى قال في الجن الذين سخرهم لنبيه سليمان: ﴿يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا ءال داود شكراً وقليل من عبادي الشكور* فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دآبة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين﴾ .الجن عالم مغيب عنا ومسؤول ومكلف يوم القيامة يحشرهم الله سبحانه وتعالى ويسألهم، فقد أخبر عن ذلك بقوله: ﴿يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان﴾ [الرحمن:33]، فكيف يصح أن تكون الجراثيم نوعاً منهم؟!.وقوله: (لو كان يريد المعنى الأول أما كان الأولى أن يقول: هو وخز الشياطين) . وغفل الكاتب في هذا عن حقيقة معنى الشيطان، فهي كلمة تطلق على كل عات متمرد من الجن والإنس، قال تعالى: ﴿وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شآء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون﴾ [الأنعام:112].وقوله بعد ذلك بلهجة التهكم: (أما كان الأولى بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يدخل على الطاعون في بلاد الشام لكي تهرب الشياطين منه وينقذ المسلمين من ذلك الوباء اللعين بدلاً من أن يعود إلى المدينة المنورة) .وغفل الكاتب عن أن عمر رضي الله عنه عاد تطبيقاً لقول النبي rفي الحديث الشريف "وإذا كنتم خارجها فلا تقدموا عليه" وعمر رضي الله عنه لم يرجع لتسلم له نفسه إنما كان معه وجوه الأمة الذين لا بقاء للأمة بهلاكهم كما جاء في مناسبة الحديث، وإذا كان الشيطان يهرب من عمر فهل يهرب من بقية الناس، وهل يكلف عمر رضي الله عنه ليحمي الأمة من كيد الشياطين أن يتجول مع كل فرد من أفرادها ويوجد بجانب كل واحد منهم؟! إني لأعجب كيف انحدر الكاتب إلى مثل هذا المستوى من التفكير الساذج وكيف غفل الكاتب إلى مثل هذا المستوى من التفكير الساذج وكيف غفل الكاتب عن الحديث النبوي الشريف. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله قال: "إن عفريتاً من الجن تفلت علي البارحة ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان: ﴿رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب﴾ فرده الله خاسئاً" .وغفل عن الحديث الشريف الذي يرويه ابن عباس رضي الله عنه قال: انطلق رسول الله rفي طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب. قال: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا ما حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الأمر الذي حدث؟ فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء. فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله rبنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن تسمعوا له فقالوا: هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، وهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً. وأنزل الله عز وجل على نبيه r﴿قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن﴾ وإنما أوحي إليه قول الجن .فالنصوص القطعية صريحة في بيان خطأ من يقول إن الجراثيم نوع من أنواع الجن وهو رد على قائله كائناً من كان.
الحديث الخامس والعشرون
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله rيقول: "لا يوردن ممرض على مصح".صحيح البخاري في الطب 5771 قال ابن حجر رحمه الله وهو خبر بمعنى النهي، والممرض –بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الراء- : وهو الذي له إبل مرضى، والمصح –بضم الميم وكسر الصاد- : من له إبل صحاح، نهى صاحب الإبل المريضة أن يوردها على الإبل الصحيحة.وهو يتفق مع الحديث السابق، فالعدوى بتقدير الله تعالى يمكن أن تحدث للحيوانات أيضاً كما تحدث في الإنسان.والجدير بالذكر أن هذا لا يتعارض كما سبق معنا في قول النبي r: "لا عدوى ولا صفر ولا هامة" فقال أعرابي: يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ فقال رسول الله r: فمن أعدى الأول؟ وهو جواب من النبي عليه الصلاة والسلام في غاية البلاغة والرشاقة، وحاصله: من أين جاء الجرب للذي أعدى الأول بزعمهم؟ فإن أجيب: من بعير آخر، لزم التسلسل، أو سبب آخر فليفصح به، فإن أجيب بأن الذي فعله في الأول هو الذي فعله في الثاني ثبت المدعى، وهو أن الذي فعل في الجميع ذلك هو الخالق القادر على كل شيء وهو الله سبحانه وتعالى .ذكرت الأحاديث النبوية الشريفة التي مرت معنا أنه "لا عدوى"، وفي نفس الوقت قال r: "فر من المجذوم فرارك من الأسد"، وقال كما في الحديث هنا: "لا يوردن ممرض على مصح" وهذه الأحاديث الشريفة ترد الناس إلى كمال التوحيد، وتردهم إلى بارئهم الذي خلق الأسباب والمسببات.قال أحد الأطباء المختصين: ومما سبق أن شرحناه في موضوع الأمراض المعدية يتبين لنا إعجاز أحاديث المصطفى r، فالأحاديث النبوية الشريفة توضح بجلاء أن دخول الميكروب بذاته إلى جسم الإنسان ليس كافياً لحدوث المرض، وأن هناك عوامل أخرى غير ظاهرة لنا هي المسؤولة في النهاية عن حدوث المرض….ومنذ أن عرف الأتراك تلقيح الأبقار بالجدري، ثم تلقيح الأطفال، وتبعهم (جينير) الطبيب الإنجليزي، ظهرت فائدة التلقيح والتطعيم ضد مختلف الميكروبات، وفكرة التطعيم والتلقيح تتلخص في أن يدخل الإنسان الميكروب ميتاً أو مضعفاً إلى الجسم السليم، فتتعرف عليه أجهزة المناعة وتصنع المضادات ضده، حتى إذا دخل الميكروب الحقيقي وجد أجهزة الدفاع على أتم استعداد لمقاومته…وهكذا تتضح الرؤية ويعلم أن الميكروب وحده ليس سبباً للمرض، وبذلك لا عدوى بذاتها وإنما العدوى ناتجة بقدر الله تعالى، ومع هذا فنحن لا ننفي الأسباب بل نأخذ بالأسباب في عالم الأسباب مع الاعتقاد التام بأنها لا تضر ولا تنفع بذاتها وإنما الأمر كله بيد خالق الأسباب.وبهذا يتبين أن أحاديث المصطفى rتحمل في طياتها إعجازاً علمياً لم يكشف اللثام عنه إلا في القرن العشرين بعد أن تطورت علوم البشر عن أسباب المرض وجهاز المناعة .
الحديث السادس والعشرون
عن المغيرة بن شعبة قال: كُسفت الشمس على عهد رسول الله rيوم مات إبراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله r: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله".وفي رواية عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي r: "إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموهما فصلوا".صحيح البخاري في الكسوف 1042-1043
قولهSadلموت أحد) في رواية:سبب هذا القول ولفظه،وذلك ان ابناً للنبي rيقال له إبراهيم مات فقال الناس في ذلك. ولأحمد والنسائي وابن ماجة عن النعمان بن بشير قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله rفخرج فزعاً يجر ثوبه حتى أتى المسجد، فلم يزل يصلي حتى انجلت، فلما انجلت قال: "إن الناس يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء وليس كذلك".وفي هذا الحديث إبطال ما كان أهل الجاهلية يعتقدون من تأثير الكواكب في الأرض، قال الخطابي: كانوا في الجاهلية يعتقدون أن الكسوف يوجب حدوث تغير في الأرض من موت أو ضرر، فأعلم النبي rأنه اعتقاد باطل، وأن الشمس والقمر خلقان مسخران لله ليس لهما سلطان في غيرهما ولا قدرة لهما على الدفع عن أنفسهما .
الحديث السابع والعشرون
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي rمن الأنصار أنهم بينما هم جلوس ليلة مع رسول الله rرُمي بنجم فاستنار، فقال لهم رسول الله r: "ماذا كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا؟" قالوا: الله ورسوله أعلم ، كنا نقول: ولد الليلة رجل عظيم، ومات رجل عظيم، فقال رسول الله r:"فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا، تبارك وتعالى اسمه، إذا قضى أمراً سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ماذا قال. قال: فيستخبر بعض أهل السماوات بعضاً، حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا، فتخطف الجن السمع فيقذفون إلى أوليائهم. ويرمون به. فما جاؤوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يقرفون فيه ويزيدون".صحيح مسلم في السلام2229
قوله: يقرفون أي يخلطون فيه الكذب.هكذا كان النبي r يبين بطلان أقوال الناس في الجاهلية، ويفسر لأصحابه الأحداث التفسير العلمي الواقعي.
الحديث الثامن والعشرون
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: "ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة".وفي رواية عن ابن أسيد رضي الله عنه قال: قال النبي r: "كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة". أخرجه ابن ماجه في الأطعمة ورجاله ثقات، وعبدالرزاق في المصنف وصححه الحاكم
أظهرت الأبحاث الحديثة أن زيت الزيتون له فوائد عديدة في الوقاية من المرض القاتل مرض شرايين القلب، فإن رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام قد أمر بأكله منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام.وقد أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن زيت الزيتون يحتوي على مواد كيميائية تمنع تخثر الدم وترفع مستوى الكولسترول عالي الكثافة HDL وهو النوع المرغوب فيه، وتقي الشرايين من ترسب الكولسترول فيها.ويعطي الأطباء في جامعة ميلانو في إيطاليا مرضى القلب الذين أجريت لهم عمليات شرايين القلب بشكل روتيني أربع إلى خمس ملاعق من زيت الزيتون يومياً وذلك كجزء من العلاج الذي يتلقونه.وقد أظهر الدكتور جراندي من جامعة تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية في دراسة نشرتها المجلة الطبية الأمريكية الشهيرة عام 1986 أن زيت الزيتون يخفض معدل كولسترول الدم13% ويخفض معدل الدسم البروتينية المنخفضة بالكثافة بما يعادل21% ونصح الدكتور جراندي الأمريكيين بتناول زيت الزيتون بدلاً من الزيوت والدهون الأخرى للوقاية من أمراض شرايين القلب .
الحديث التاسع والعشرون
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي rقال: "عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر وهو شفاء من كل داء".أخرجه الحاكم في المستدرك وهو في صحيح الجامع الصغير وأخرج ابن عساكر نحوه من حديث طارق بن شهاب بلفظ "عليكم بألبان الإبل والبقر فإنها ترم من الشجر كله، وهو شفاء من كل داء".
نشرت مجلة اللانست الطبية المشهورة عام 1985م دراسة قام بها الدكتور غارلاند من جامعة كالفورنيا في الولايات المتحدة حيث درس الغذاء الذي يتناوله ألفا رجل على مدى عشرين عاماً، فوجد أن أولئك الذين كانوا يشربون كأسين ونصف من الحليب يومياً أقل عرضة بكثير لسرطان القولون من أولئك الذين لا يتناولون الحليب، ولهذا كانت نصيحة الدكتور غارلاند أن يشرب الناس ما بين كوبين إلى ثلاثة أكواب من الحليب القليل الدسم للوقاية من سرطان القولون… وهناك دراسة أخرى من اليابان تشير إلى أن تناول الحليب يقلل من الإصابة بسرطان المعدة… ومن المعروف لدى عامة الناس أن تناول الحليب عند المصابين بقرحة المعدة يخفف ألم القرحة، وقد اكتشف العلماء في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة أن الحليب يحتوي على مادة تسمى البروستاغلاندين وهي التي تقي من القرحة… ومن الملاحظ كثرة التهاب المعدة والأمعاء عند الأطفال إلا أن هذا المرض يمكن الوقاية منه إذا ما أعطينا أطفالنا حليباً كامل الدسم .
الحديث الثلاثون
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي rقال: "نعم الأدم –أو الإدام- الخل".صحيح مسلم في الأشربة 1051
الإدام: ما يؤتدم به، يقال: أدم الخبز بالخل، أي غمس الخبز في الخل وأكله، وجمع الإدام: أدم، ككتاب وكتب.
يحتوي الخل على كمية قليلة من البروتين والنشويات، كما يحتوي على الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنزيوم والفوسفور والحديد والزنك والكلور.ويقول الدكتور سيريل سكوت وموريس هانسن في كتابهما عن فوائد خل التفاح أنه:
أولاً: يمنع الإسهال لاحتوائه على مادة قابضة.
ثانياً: ينشط عملية الهضم والاستقلاب في الجسم.
ثالثاً: يمنع تنخر الأسنان.
رابعاً: يقتل الطفيليات في الأمعاء.
خامساً: يمكن استعماله لتحسين الهضم عند أولئك الذين لديهم نقص في حمض المعدة.كما يقوم الخل بفعل مطهر للأمعاء، وبعض الناس ينصح باستعماله لغرغرة الفم والحلق، فيطهر جوف الفم من الجراثيم .
الحديث الحادي والثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: "الفطرة خمس –أو خمس من الفطرة- : الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب".صحيح البخاري في اللباس 5889
أصل الفطرة: الخلقة المبتدأة، والمراد بها في الحديث: أن هذه الأشياء إذا فعلت اتصف فاعلها بالفطرة التي فطر الله العباد عليها وحثهم عليها واستحبها لهم ليكونوا على أكمل الصفات وأشرفها. وقد ورد في بعض روايات الحديث: "خمس من السنة" بدل الفطرة.
والختان: مصدر ختن أي قطع، والمراد قطع الجلدة التي تغطي حشفة الذكر، وأما الاستحداد فالمراد به استعمال الموسى –أو أي آلة حادة- لإزالة العانة، وهي الشعر الذي فوق ذكر الرجل وحواليه، وكذا الشعر الذي حوالي فرج المرأة. وقد نشرت المجلة الطبية البريطانية BMG – وهي من أشهر المجلات الطبية- مقالاً عن سرطان القضيب ومسبباته، عام 1987، جاء في هذا المقال: إن سرطان القضيب نادر جداً عند اليهود وفي البلدان الإسلامية، حيث يجري الختان أثناء فترة الطفولة، وأثبتت الإحصائيات الطبية أن سرطان القضيب عند اليهود لم يشاهد إلا في تسعة مرضى فقط في العالم كله.ومن العوامل المهيئة لحدوث سرطان القضيب: التهاب الحشفة، ولما كان الختان يزيل هذه القلفة من أساسها فإن المختونين لا يحدث لديهم تضيق في القلفة من أساسها فإن المختونين لا يحدث لديهم تضيق في القلفة، كما أنه يندر جداً أن يحدث التهاب الحشفة عندهم، ويبدو أن تضيق القلفة ينجم عن احتباس اللخن، وهي مفرزات تتجمع بين حشفة القضيب والقلفة عند غير المختونين، وقد ثبت أن لهذه المواد فعلاً مسرطناً.ونشرت مجلة المعهد الوطني للسرطان دراسة أكدت فيها أن سرطان القضيب ينتقل عبر الإتصال الجنسي، وأشارت إلى أن الإتصال الجنسي المتعدد بالبغايا يؤدي إلى حدوث هذا السرطان.كما ورد في تقرير نشرته الأكاديمية لأمراض الأطفال جاء فيه: إن الختان هو الوسيلة الفعالة للوقاية من سرطان القضيب. وأكدت المجلة الأمريكية لأمراض الأطفال أن العوامل الدينية عند المسلمين واليهود، التي تقرر اتباع الختان: تلعب عاملاً أساسياً في حث هؤلاء على الأخذ بهذه الفطرة .وفي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعاً أن إبراهيم عليه السلام اختتن بالقدوم وهو ابن ثمانين.
الحديث الثاني والثلاثون
عن عائشة رضي الله عنها كانت تأمر بالتلبينة للمريض وللمحزون على الهالك، وكانت تقول: إني سمعت رسول الله rيقول: "إن التلبينة تجم فؤاد المريض، وتذهب ببعض الحزن".صحيح البخاري في الطب 5689
التلبينة: هي حساء يعمل من دقيق الشعير أو نخالته ويجعل فيه عسل أو لبن، سميت تلبينة تشبيها لها باللبن في بياضها ورقتها.قوله "تجم فؤاد المريض" : أي تريح فؤاده وتزيل عنه الهم وتنشطه.وأخرجه النسائي من وجه آخر عن عائشة، وزاد: والذي نفس محمد بيده إنها لتغسل بطن أحدكم كما يغسل أحدكم الوسخ عن وجهه بالماء.وعند أحمد والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله rإذا أخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع، ثم أمرهم فحسوا منه – أي شربوا منه- ثم قال: إنه يرتو فؤاد الحزين، ويسرو عن فؤاد السقيم كما تسرو إحداكن الوسخ عن وجهها بالماء.
ومعنى يرتو: يقوي. ومعنى يسرو: يكشف.قال الموفق البغدادي: إذا شئت معرفة منافع التلبينة فاعرف منافع ماء الشعير ولا سيما إذا كان نخالة. قال: ولا شيء أنفع من الحساء لمن يغلب عليه في غذائه الشعير، وأما من يغلب على غذائه الحنطة فالأولى به في مرضه حساء الشعير.وقال صاحب الهدي: وإنما اختار الأطباء النضيج لأنه أرق وألطف فلا يثقل على طبيعة المريض، وينبغي أن يختلف الانتفاع بذلك بحسب عادة الإختلاف في البلاد .
وقال الكمال بن طرخان: إذا شئت أن تحصي فوائد التلبينة –وهي حساء(شوربة) مصنوعة من الشعير- فأحص منافع ماء الشعير. ويوصف في الطب الحديث حساء الشعير في الحميات كما يعطى للمرضى كغذاء لطيف سهل الهضم.وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الشعير يخفض كولسترول الدم حيث يدخل في صناعة الكبد للكولسترول.ونشرت مجلة ليبيدز عام 1985 مقالاً حول فوائد الشعير وغيره من النباتات في معالجة ارتفاع كولسترول الدم جاء فيه: لقد قام خبراء من قسم الزراعة في أمريكا في إجراء بحوث على الشعير فتبين أنه يحتوي على ثلاثة عناصر كلها تقوم بحفض كولسترول الدم.وقامت شركات كثيرة في الغرب في صناعة زجاجات ماء الشعير Barley Water، وقامت شركات الأدوية بتصنيع كبسولات تحتوي على زيت الشعير . وهذا يظهر الإعجاز في قول النبي r: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض" أي مريحة لقلب المريض.والجدير بالذكر أن الشعير غني بالألياف، ولهذا فقد أجريت تجارب على المرضى المصابين بالإمساك المزمن، فأعطي فيها هؤلاء البسكويت المصنوع من الشعير فتبين أن 80% من هؤلاء الذين تناولوا ثلاثة أقراص من بسكويت الشعير يومياً قد شفوا تماماً من الإمساك وأقلعوا عن استعمال المسهلات.وقام فريق من الأطباء في جامعة وسكونسين في الولايات المتحدة بإجراء التجارب على الشعير فوجدوا أنه لا يخفض الكولسترول فحسب، بل إن فيه مواد كيميائية تثبط فعل المواد المسرطنة في الأمعاء.وقد يتبادر إلى ذهن بعض الناس سؤال: ما الفرق بين البيرة المصنوعة من الشعير، وماء الشعير؟إن ماء الشعير مادة غير مسكرة لأنه لم تحدث لها عملية تخمر، أما البيرة فهي مادة مسكرة لأنها ناتجة عن عملية تخمر، وفي الحديث الشريف الذي يرويه أحمد كما في صحيح الجامع الصغير أن رسول الله rقال: "من الحنطة خمر، ومن التمر خمر، ومن الشعير خمر، ومن الزبيب خمر، ومن العسل خمر"
الحديث الثالث والثلاثون
عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله rومعه علي رضي الله عنه، وعلي ناقه، ولنا دوال معلقة، قالت: فقام رسول الله rيأكل، وقام علي رضي الله عنه أيضاً يأكل، فقال رسول الله r: "مهلاً يا علي إنك ناقه"، فجلس علي وأكل منها رسول الله r، ثم جعلت لهم سلقاً وشعيراً، فقال النبي rلعلي: "من هذا فأصب فإنه أوفق لك" .
الناقِه: المريض المتماثل للشفاء.هكذا أرشد رسول الله rعلياً رضي الله عنه إلى وجوب اتباع الحمية والتدرج في الطعام عند المريض الذي يتماثل للشفاء، فاختار له الحساء المناسب للحالة التي هو فيها، فسن rوجوب اتباع الحمية ومراعاة الحالة التي يكون فيها الإنسان في الطعام الذي يتناوله، وهو مبدأ من المبادئ المجمع عليها عند الأطباء، فالمعدة بيت الداء والحمية أصل كل دواء.
الحديث الرابع والثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله rقال: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله، ثم ليطرحه، فإن في إحدى جناحيه داء وفي الآخر شفاء" وفي رواية بلفظ: "شراب أحدكم". ووقع في حديث أبي سعيد عند النسائي وابن ماجه وابن حبان وصححه "إذا وقع في الطعام" والتعبير بالإناء أشمل. قوله (فليغمسه كله) أمر إرشاد لمقابلة الداء بالدواء.قوله (ثم ليطرحه)أي ثم ليرميه.فقد أخرج البزار بسند رجاله ثقات أن أنس بن مالك رضي الله عنه وقع ذباب في إنائه، فقال بإصبعه فغمسه في ذلك الإناء ثم قال: باسم الله، وقال: إن رسول الله rأمرهم أن يفعلوا ذلك.ورد النص في الذباب فلا يقاس عليه غيره من الحشرات، وخاصة فقد بين سبب ذلك بأن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء، وهذا المعنى لا يوجد في غيره.قال الخطابي: تكلم في هذا الحديث من لا خلاق له فقال: كيف يجتمع الشفاء والداء في جناحي الذباب؟.وهذا سؤال جاهل أو متجاهل، فإن كثيراً من الحيوان قد جمع الصفات المتضادة، وقد ألف الله بينها وقهرها على الاجتماع، وإن الذي ألهم النحلة اتخاذ البيت العجيب الصنعة للتعسيل فيه، وألهم النملة أن تدخر قوتها إلى أوان حاجتها، وأن تكسر الحبة نصفين لئلا تستنبت، لقادر على إلهام الذبابة أن تقدم جناحاً وتؤخر أخرى…قال ابن الجوزي: ما نقل عن هذا القائل ليس بعجيب، فإن النحلة تعسل من أعلاها وتلقي السم من أسفلها، والحية القاتل سمها تدخل لحومها في الترياق الذي يعالج به السم، والذبابة تسحق مع الإثمد لجلاء البصر. وذكر بعض حذاق الأطباء أن في الذباب قوة سمية يدل عليها الورم والحكة العارضة عن لسعه وهي بمنزلة السلاح له، فإذا سقط الذباب في ما يؤذيه تلقاه بسلاحه، فأمر الشارع أن يقابل تلك السمية ما أودعه الله تعالى في الجناح الآخر من الشفاء، فتتقابل المادتان فيزول الضرر بإذن الله تعالى .وقد لاحظ الأقدمون بالتجربة أن دلك موضع لدغ الزنبور أو العقرب بالذباب ينفع منه نفعاً بيناً.ولوحظ على جرحى الحرب العالمية من الجنود أن جراحهم أسرع شفاء والتئاماً من الضباط الذين يعنى بهم مزيد عناية في المستشفيات، لأن الجنود يتداوون في الميدان فيتعرضون لوقوع الذباب على جراحاتهم…ومنذ سنة 1922 نشر الدكتور بيريل بعد دراسة مسهبة لأسباب جائحات الهيضة (كوليرا) في الهند وجود كائنات دقيقة تغزو الجراثيم وتلتهمها، وتدعى: ملتهمات الجراثيم –بكتريوفاج- وأثبت بيريل أن البكترويوفاج هو العامل الأساسي في إطفاء جوائح الهيضة، وأنه يوجد في براز الناقهين من المرض المذكور، وأن الذباب ينقله من البراز إلى آبار ماء الشرب فيشربه الأهلون، وتبدأ جذوة جائحة الهيضة بالإنطفاء.
- كما تأكد عام 1928 حين أطعم الأستاذ بيريل ذباب البيوت فروع جراثيم ممرضة فاختفى أثرها بعد حين، وماتت كلها من جراء وجود ملتهم الجراثيم، شأن الذباب الكبير في مكافحة الأمراض الجرثومية التي قد ينقلها هو بنفسه، وعرف أنه إذا هيئ خلاصة من الذباب في مصل فزيولوجي، فإن هذه الخلاصة تحتوي على ملتهمات أربعة أنواع على الأقل من الجراثيم الممرضة .
والجدير بالذكر أن الأستاذ الألماني بريفلد من جامعة هال وجد أن الذبابة المنزلية مصابة بطفيلي من جنس الفطريات سماه أمبوزاموسكي، وهذا الطفيلي يقضي حياته في الطبقة الدهنية الموجودة داخل بطن الذبابة…
وقد أيد العلماء المحدثون ما اكتشفه بريفلد وبينوا خصائص هذا الفطر الذي يعيش على بطن الذبابة.
- ففي سنة 1945 أعلن أستاذ الفطريات لانجيرون أن الخلايا التي يعيش فيها هذا الفطر فيها خميرة قوية تذيب أجزاء الحشرة الحاملة للمرض.
- وفي سنة 1947 عزل موفيتش مضادات حيوية من مزرعة للفطريات تعيش على جسم الذبابة، ووجدها ذات مفعول قوي على جراثيم غرام سلبي كجراثيم الزحار والتفوئيد.
- وفي نفس السنة تمكن العالمان الإنجليزيان آرنشتين وكوك والعالم السويسري روليوس من عزل مادة سموها جافاسين من الفطور التي تعيش على الذباب، وتبين لهم أن هذه المادة مضادة حيوية تقتل جراثيم مختلفة من غرام سلبي وغرام إيجابي.
- وفي سنة 1948 تمكن بريان وكورتيس وهيمنغ وجيفيرس من بريطانيا من عزل مضادة حيوية أخرى سموها كلوتيزين من الفطريات نفسها التي تعيش في الذباب، وهي تؤثر في جراثيم غرام سلبي كالتفوئيد والزحار.
- وفي سنة 1949تمكن العالمان الإنكليزيان كومسي وفارمر والسويسريون جرمان وروث وإثلنجر وبلانتز من عزل صادة (مضادة حيوية) أخرى من فطر ينتمي إلى فصيلة الفطور التي تعيش في الذباب، سموها أنياتين، ولها أثر شديد في جراثيم غرام سلبي وغرام إيجابي كالتفوئيد والكوليرا والزحار وغيرها .
الحديث الخامس والثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: "طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب".وعن ابن المغفل قال: أمر رسول الله rبقتل الكلاب، ثم قال: "ما بالهم وبال الكلاب"، ثم رخص في كلب الصيد وكلب الغنم وقال: "إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب".صحيح مسلم في الطهارة 279-280 ولغ الكلب في الإناء: إذا شرب منه بطرف لسانه.
عفروه: أي أدلكوه.ثبت علمياً أن الكلب ناقل لبعض الأمراض الخطرة، إذا تعيش في أمعائه دودة تدعى المكورة المقنفذة تخرج بيوضها مع برازه، وعندما يلحس دبره بلسانه تنتقل هذه البيوض إليه، ثم تنتقل منه إلى الأواني والصحون وأيدي أصحابه، ومنها تدخل إلى معدتهم فأمعائهم، فتنحل قشرة البيوض وتخرج منها الأجنة التي تسرب إلى الدم والبلغم، وتنتقل بهما إلى جميع أنحاء الجسم، وبخاصة إلى الكبد لأنه المصفاة الرئيسية في الجسم…. ثم تنمو في العضو الذي تدخل إليه وتشكل كيساً مملوءاً بالأجنة الأبناء وبسائل صاف كماء الينبوع.وقد يكبر الكيس حتى يصبح بحجم رأس الجنين، ويسمى المرض: داء الكيسة المائية، وتكون أعراضه على حسب العضو الذي تتبعض فيه، وأخطرها ما كان في الدماغ أو في عضلة القلب، ولم يكن له علاج سوى العملية الجراحية…وثمة داء آخر خطر ينقله الكلب وهو داء الكلب الذي تسببه حمة راشحة يصاب بها الكلب أولاً، ثم تنتقل منه إلى الإنسان عن طريق لعاب الكلب بالعض أو بلحسه جرحاً في جسم الإنسان..إذن فمنافع الكلب تخص بعض البشر، أما ضرره فيعم الجميع، لذلك أمر النبي rبقتل الكلاب، ثم رخص في كلب الصيد والحرث والماشية نظراً للحاجة إليها. وفي زمن النبي rلم يكن داء الكيسة المائية معروفاً بالطبع، ولم يعرف أن مصدره الكلاب، أما داء الكلب فكانوا يسمون الكلب المصاب به: الكلب العقور.وقام العلماء في العصر الحديث بتحليل تراب المقابر ليعرفوا ما فيه من الجراثيم، وكانوا يتوقعون أن يجدوا فيه كثيراً من الجراثيم الضارة، وذلك لأن كثيراً من البشر يموتون بالأمراض الإنتانية الجرثومية، ولكنهم لم يجدوا في التراب أثراً لتلك الجراثيم الضارة المؤذية… فاستنتجوا من ذلك أن للتراب خاصية قتل الجراثيم الضارة، ولولا ذلك لانتشر خطرها واستفحل أمرها، وقد سبقهم النبي rإلى تقرير هذه الحقيقة بهذه الأحاديث النبوية الشريفة .
الحديث السادس والثلاثون
عن ثمامة بن عبدالله قال: كان أنس بن مالك رضي الله عنه يتنفس في الإناء مرتين أو ثلاثة، وزعم أن النبي rكان يتنفس ثلاثاً. صحيح البخاري في الأشربة 5631 وعن ابن أبي قتادة عن أبيه قال: قال رسول الله r: "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، وإذا بال أحدكم فلا يمسح ذكره بيمينه، وإذا تمسح أحدكم فلا يتمسح بيمينه".صحيح البخاري في الأشربة5630 وأخرج مسلم وأصحاب السنن من طريق أبي عاصم عن أنس أن النبي rكان يتنفس في الإناء ثلاثاً ويقول: "هو أروى وأمرأ وأبرأ".أي أكثر رياً، وأكثر إبراء من الأذى والعطش، والمراد أنه يصير هنيئاً مريئاً برياً سالماً من مرض أو عطش أو أذى.
قال بعض العلماء: النهي عن التنفس في الشراب كالنهي عن النفخ في الطعام والشراب، من أجل أنه قد يقع فيه شيء من الريق فيعافه الشارب ويتقذره، ومحل هذا إذا أكل وشرب مع غيره، وأما لو أكل وحده أو مع أهله أو من يعلم أنه لا يتقذر شيئاً مما يتناوله فلا بأس.قلت: والأولى تعميم المنع لأنه لا يؤمن مع ذلك أن تفضل فضلة أو يحصل التقذر من الإناء أ, نحو ذلك… وقال القرطبي: معنى النهي عن التنفس في الإناء لئلا يتقذر به من بزاق أو رائحة كريهة تتعلق بالماء .هكذا فهم المتقدمون من العلماء الحديث الشريف، وزاد فيه المعاصرون معنى آخر، قال أحدهم: وهذا هدي آخر يشرفنا به سيدنا محمد rفيه أدب رفيع وتوجيه سليم، وقد بعث rليتمم مكارم الأخلاق، والنفخ في الطعام والشراب خروج عن الآداب العامة، ومجلبة للاحتقار والازدراء، والنبي rسيد المؤدبين وإمام المربين.والتنفس شهيق وزفير، الشهيق يدخل الهواء الصافي المفعم بالأكسجين إلى الرئتين ليمد الجسم بما يحتاجه من الطاقة، والزفير يخرج من الرئتين الهواء المفعم بغاز الفحم مع قليل من الأكسجين، وبعض فضلات الجسم الطيارة التي تخرج عن طريق الرئتين بشكل غازي، هذه الغازات تكثر نسبتها في هواء الزفير في بعض الأمراض كما في التسمم البولي… فهواء الزفير هو حامل لفضلات الجسم الغازية مع قليل من الأكسجين، لذلك نهى النبي rعن النفخ في الطعام والشراب.وأرشد rأيضاً إلى مبدأ صحي هام في أمره بالتنفس عند الشرب، فمن المعلوم أن شارب الما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mo7ebinalalbani.yoo7.com
 
الأربعون العلمية صور الإعجاز العلمي في السنة النبوية (من حديث 21الى 40)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأربعون العلمية صور الإعجاز العلمي في السنة النبوية (من حديث 1 الى 20)
» الإعجاز في السنة النبوية ( الإعتدال في الطعام )
» الإعجاز العلمي في حديث (ما ملأ آدمى وعاء شرا من بطنه..)
» الإعجاز العلمي في الحجامه
» الإعجاز العلمي في أمر الرسول بتغطية الآنية قبل النوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى محبي الألباني لعلوم السنة :: منتدى محبي الألباني / القسم العربي :: الإعجاز العلمي في السنة-
انتقل الى: